عاجل

دراسة تكشف: التمارين العشوائية في المنزل تعزز العضلات أكثر من المنتظمة

التمارين العشوائية
التمارين العشوائية

في مفاجأة لخبراء اللياقة والمهتمين بالصحة الجسدية، كشفت دراسة بحثية جديدة عن نتائج التمارين العشوائية التي تغيّر نظرتنا التقليدية للرياضة. فقد توصل باحثون إلى أن ممارسة التمارين غير المنتظمة، التي تتم داخل المنزل وبشكل عشوائي دون جدول صارم، يمكن أن تعزز من قوة العضلات وتقدم فوائد صحية ملموسة تفوق تلك التي تقدمها التمارين الروتينية المنتظمة.

وقد نُشرت هذه الدراسة في المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي، وهي واحدة من المجلات العلمية المرموقة في مجال الصحة واللياقة البدنية، كما تناول تفاصيلها موقع "هيلث" الطبي المعروف، في تقرير موسع سلط الضوء على أهمية التمارين العشوائية التي  تُعرف بـ "التمارين اللامركزية" أو العفوية، ودورها في تحسين اللياقة والصحة العامة.

التمارين غير المنتظمة... أسلوب حياة صحي فعّال

خلافًا لما اعتدنا عليه من ربط اللياقة البدنية بالذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية أو الالتزام بجدول تدريبي صارم، تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لا يتبعون نظامًا رياضيًا منتظمًا ولكنهم يمارسون حركات جسدية عشوائية في منازلهم أو خلال روتينهم اليومي، مثل تنظيف المنزل أو الوقوف المتكرر أو صعود السلالم، أظهروا تحسنًا ملحوظًا في قوة العضلات والمرونة الجسدية وقدرة التحمل البدني.

ويرى الباحثون أن هذه التحركات، وإن كانت بسيطة، تُحفّز العضلات على العمل بطريقة طبيعية وآمنة، خاصة عندما تتضمن ما يُعرف بالحركات اللامركزية، أي الحركات التي يتم فيها إطالة العضلة أثناء استخدام القوة، وهو ما يساهم في تقويتها بمرور الوقت ويقلل من خطر الإصابات.

دراسة ميدانية تؤكد التأثير

قاد الدراسة الدكتور بنجامين كيريك، الباحث في جامعة "إيدث كوان" الأسترالية، حيث شارك فيها 22 شخصًا غير نشطين بدنيًا، تراوحت أعمارهم بين 32 و79 عامًا، معظمهم من النساء. وعلى مدار فترة تراوحت بين أسبوعين وأربعة أسابيع، خضع المشاركون لتجربة رياضية غير نمطية تضمنت التمارين العشوائية وحركات بسيطة ومتكررة بشكل عشوائي على مدار اليوم، مثل تمارين القرفصاء (سكوات)، والضغط على الحائط، والجلوس والوقوف من الكرسي، والمشي داخل المنزل.

لم تكن هذه التمارين العشوائية جزءًا من خطة تدريبية صارمة، بل كانت تُمَارس بطريقة مرنة ودون أي ضغط نفسي. ورغم بساطتها، أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في عدة مؤشرات صحية من بينها اللياقة القلبية الوعائية، قوة العضلات، مرونة الجسم، بل وحتى الحالة النفسية.

تحسن شامل في مؤشرات الصحة

أجرى فريق الباحثين قياسات دقيقة لمؤشرات المشاركين قبل وبعد فترة الدراسة، وشملت قياس معدل ضربات القلب، ضغط الدم، مستويات الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، إلى جانب تقييمات للحالة النفسية ومستوى النشاط البدني.

وأظهرت النتائج أن المشاركين تحسنوا في اختبارات الجلوس والضغط، كما سجلوا تقدمًا في تمارين التمدد والمرونة. وأكد الباحثون أن هذا النمط من التمارين العشوائية لا يتطلب معدات رياضية خاصة أو وقتًا طويلًا، بل يعتمد على دمج النشاط الجسدي البسيط ضمن الروتين اليومي، مما يجعله أكثر واقعية وسهولة للغالبية.

توصيات الخبراء: لا تستهين بالحركات الصغيرة

وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت هيذر ميلتون، أخصائية فسيولوجيا التمارين السريرية بجامعة نيويورك لانجون، إن ممارسة التمارين البسيطة – حتى وإن كانت قصيرة – أفضل بكثير من عدم ممارسة الرياضة إطلاقًا. وأوضحت أن البدء بروتين يومي منخفض الشدة، مثل القيام بجلسات تمرين صغيرة تستغرق خمس دقائق فقط، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في المدى الطويل، بشرط الانتظام.

وأضافت ميلتون أن هذا النمط من التمارين لا يُشعر الأشخاص بالتعب أو الضغط النفسي، خاصة لأولئك الذين لا يحبذون ممارسة التمارين المكثفة، كما أنه يعزز من المرونة البدنية والصحة النفسية.

خلاصة الدراسة: النشاط البدني لا يحتاج إلى تعقيد

تُسلط هذه الدراسة الضوء على أن التمارين الرياضية لا يجب أن تكون بالضرورة مرهقة أو معقدة أو تُمارَس في أماكن مخصصة. بل يمكن تحقيق نتائج صحية مذهلة عبر دمج الحركات البسيطة والعشوائية في تفاصيل الحياة اليومية، مثل الوقوف أثناء العمل، أو الصعود المتكرر للسلم، أو المشي داخل المنزل بدلاً من الجلوس المطوّل.

وهكذا، تقدم هذه الدراسة نموذجًا واقعيًا ومبسطًا لفهم الرياضة والنشاط البدني، يشجع الجميع على الحركة دون الحاجة لتجهيزات أو خطط رياضية صارمة، فالقليل من الجهد العشوائي قد يكون كافيًا لرفع مستوى اللياقة البدنية وتحسين الصحة العامة.

تم نسخ الرابط