عاجل

زاهي حواس: الأردن تمتلك آثار منذ العصور القديمة وحتى الإسلامي والقبطي

الدكتور زاهي حواس
الدكتور زاهي حواس

أشاد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري، خلال زيارته إلى مدينة العقبة الأردنية بمستوى العمل الأثري والترميم في المملكة الأردنية، وأكد أن الأردن يملك إرثًا حضاريًا غنيًا ومتنوعًا، يمتد من العصور القديمة وحتى العصور الإسلامية، ويضاهي في أهميته أبرز المواقع الأثرية العالمية. 

جاء ذلك خلال الجولة التي نظمتها  وزارة السياحة والآثار، في مدينة العقبة، بمشاركة وزيرة السياحة والآثار لينا عنّاب، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة معالي نايف الفايز، وعلي أبو دشيش مدير مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث.

وتخللت الزيارة جولة ميدانية لعدد من المعالم الأثرية البارزة في العقبة، شملت الكنيسة البيزنطية، موقع قلعةالعقبة الأثرية، وأيلة الإسلامية.

وعقب الجولة، عُقد مؤتمر صحفي في موقع أيلة الإسلامية، أبدى الدكتور حواس خلاله إعجابه البالغ بأعمال الترميم في الكنيسة البيزنطية والقلعة وموقع آيلة الإسلامية، والذي وصفه بأنه نموذج يحتذى به في الحفاظ على الاثار، وأكد أن الأردن، رغم كونها دولة إسلامية، إلا أنها تقدم مثالاً فريداً في احترام وصيانة التراث المسيحي والإنساني بشكل عام، من خلال أعمال الترميم، بأيدي الشباب الأردني العاملين في قطاع الآثار.

كما وصف المركز الإقليمي للصيانة والترميم في الأردن بأنه من افضل المراكز على مستوى العالم العربي، ولفت إلى أن تدريب الكوادر الشابة الأردنية هو استثمار حقيقي في مستقبل التراث.

وحول اكتشاف النقش الهيروغليفي في وادي رم، أكد حواس أنه "حدث غير مسبوق" يكشف عن عمق العلاقة التاريخية بين مصر الفرعونية والمناطق المحيطة بها، ويعزز من فرص التعاون البحثي والاكتشافي بين مصر والأردن في المستقبل القريب.

وأعرب الدكتور حواس عن سعادته بالتركيز الأردني على الآثار إلى جانب السياحة، مؤكداً أن الاهتمام بالتراث هو مفتاح جذب السياحة الثقافية.

واختتم حواس بالقول: "ما رأيته في الأردن من ترميمات واكتشافات هو إنجاز حضاري عظيم، ورسالة واضحة بأن المملكة تضع تراثها في المكانة التي يستحقها".

وأشارت  الوزيرة لينا عنّاب إلى أن تزامن الزيارة مع يوم التراث العالمي يضفي عليها أهمية خاصة، لكونها تؤكد الرسالة التي يحملها الأردن في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والهوية الوطنية.

وبيّنت أن الأردن لم يكن ممرًا للحضارات، بل هو موطن لها، ويمتلك من التنوع الثقافي والتاريخي ما يؤهله ليكون وجهة سياحية عالمية.

وأكدت عناب بأن أعمال الترميم التي شهدناها والتي تمت بأيدٍ أردنية، تشكل مصدر فخر، وتعكس تطور المهارات المحلية في مجال الحفاظ على الآثار، وهو ما أشار إليه الدكتور حواس بقوله إن "الترميم هو العمود الفقري للحفاظ على الحضارات، ومن دونه تندثر المعالم وتضيع الهويات".

و أشارت الوزيرة لينا عنّاب الى توقيع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في دائرة الاثار العامة مع مؤسسة زاهي حواس، والتي تهدف إلى توسيع آفاق التعاون في مجالات الحفريات، الترميم، وتبادل الخبرات، كما أكدت أن هذه الزيارة تزامنت مع يوم التراث العالمي، ما يضفي عليها بُعدًا رمزيًا مهمًا حول رسالة الحفاظ على التراث.

من ناحيته، ثمّن معالي نايف الفايز رئيس سلطة العقبة الاقتصادية ان زيارة الدكتور حواس، معتبراً أنها تسلط الضوء على ما تملكه العقبة من إرث تاريخي وثقافي مميز، يعزز من مكانتها كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين البحر، الطبيعة، والتاريخ.

وتؤكد هذه الزيارة أهمية العقبة كمركز واعد للسياحة الثقافية، وتبرز الجهود الأردنية المستمرة في حماية التراث، وتطوير المواقع الأثرية بما يعزز دور الأردن على الساحة السياحية العالمية.

وأكد نايف الفايز إلى أن مدينة العقبة تمتلك مقومات سياحية متكاملة تجمع بين التاريخ والبحر والطبيعة، مشيرًا إلى أن استضافة شخصية عالمية بحجم الدكتور زاهي حواس تسهم في تسليط الضوء على الإرث الحضاري للمدينة، وتعزّز من تنافسيتها كوجهة متكاملة للسياحة الثقافية والبيئية والاستجمامية. 

تم نسخ الرابط