من أين لك أنها ليست تراثية؟ محافظ القاهرة يعلق على هدم مقابر باب النصر

تداولت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات للدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، حول عمليات الهدم الجارية في مقابر باب النصر، وهي إحدى المواقع التراثية والتي كانت تقع خارج أسوار القاهرة الفاطمية التاريخية.
وقال محافظ القاهرة في تصريحات صحفية متداولة له أمس الاثنين، إن مقابر باب النصر مساحتها لا تتجاوز الـ 100 متر، وأنها ليست تراثية.
وأضاف المحافظ أنه يتم نقل المقابر بمعرفة الأهالي، ولا توجد أعمال إزالة كما يزعم البعض.
جبانة باب النصر
يذكر أن جبانة باب النصر هي ثاني أقدم مقبرة تم إنشاؤها في القاهرة الفاطمية، وهي المدينة التي بناها جوهر الصقلبي في 17 شعبان 358هـ / 6 يونيو 969م، حتى تكون مقر للحكم الفاطمي في مصر، وقد قدم المعز إلى مصر بعد انتهاء بناء القاهرة، فوجدها مدينة ذات أسوار عالية، وأبواب ضخمة حيث كان لها 8 أبواب، اثنين في كل ضلع، ففي سورها الجنوبي بابي زويلة والفرج، وفي سروها الغربي، باب سعادة والقنطرة، وسورها الشرقي، باب القراطين وباب التوفيق، كما بنى بها جوهر الصقلبي لخليفته المعز قصرًا ضخمًا كانت مساحته 70 فدان، من إجمالي مساحة المدينة 340 فدانًا، كما بنى جامعًا مهيبًا وهو الجامع الأزهر، كما اختط الخطط ووضع كل قبيلة وجماعة جاءت معه في حارة أو خطة وتم تسمية كل حارة باسم ساكنيها، فحارة زويلة نسبة لقبيلة زويلة، وحارة الروم نسبة لجماعة من الروم، أما حارة الباطلية والتي صارت فيما بعد الباطنية فنسبة لجماعة قالوا عن أنفسهم «لقد بطلنا» أي سقطنا من حسبة التقسيم، فأطلقوا عليهم الباطلية وصارت الحارة حارة الباطلية ثم تحرف النطق للباطنية.
مدافن الخلفاء
أما المعز لدين الله الفاطمي، فقد وصل إلأى القاهرة في عام 362هـ، وذلك بعد اكتمال بناء أسوارها وقصورها، على يد أمير جيوشه جوهر الصقلبي، ونقل المعز معه وهو قادم من المغرب العربي رفات أجداده، ودفنهم في مقابر الزعفران، وكانت تقع إلى جوار قصره «القصر الشرقي الكبير»، وهي المنطقة المعروفة الآن بخان الخليلي.
المدافن العامة
أما المدافن العامة للقاهرة فكانت خارج باب النصر، أحد أبواب القاهرة الذي يقع في سورها الشمالي، واشتهرت تلك الجبانة بعد دفن الوزير بدر الجمالي فيها، وهو أحد الوزراء العظام في الدولة الفاطمية، والذي استطاع القضاء على الشدة المستنصرية بعد أن استمرت في البلاد 7 أعوام أكلت فيها الأخضر واليابس.
وقبر بدر الجمالي مجهول، ولكن يرجح علماء الآثار أنه يقع في ضريح الشيخ يونس الشهير في مقابر باب النصر، كما تضم دبانة باب النصر بعض القبور ذات التراكيب الخشبية النادرة.