أهداف عسكرية أم رسائل سياسية؟
40 غارة خلال ساعات.. هجمات أمريكية على محافظات صنعاء ومأرب والحديدة باليمن

نفّذت المقاتلات الأمريكية سلسلة مكثفة من الغارات الجوية استهدفت عدة محافظات يمنية خلال ليلة الاثنين وحتى ساعات فجر الثلاثاء، وفقًا لما أفادت به وكالة "مهر" الإيرانية.
وأوضحت أن عدد الضربات الجوية بلغ 40 غارة على كل من العاصمة صنعاء ومحافظتي مأرب والحديدة، ما يعكس تصعيدًا لافتًا في وتيرة العمليات الجوية الأمريكية في اليمن.
قصف مكثف على الحديدة
وفي وقت سابق من نفس اليوم، وتحديدًا صباح الاثنين، سُجّل تنفيذ 25 غارة جوية منفصلة استهدفت مديرية التُحيْتا الواقعة ضمن محافظة الحديدة، ما يُبرز التركيز الأمريكي المتزايد على هذه المنطقة الاستراتيجية غرب البلاد.
تصاعد التوترات
يأتي هذا التصعيد في سياق تصاعد التوترات في البحر الأحمر والمنطقة المحيطة، خصوصًا بعد تزايد الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي ضد الملاحة البحرية المرتبطة بالولايات المتحدة وحلفائها، وتزعم واشنطن أن هذه الغارات تستهدف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تهدد الممرات البحرية الدولية.
تداعيات إنسانية متوقعة
لم تُصدر السلطات اليمنية حتى اللحظة بيانًا رسميًا حول الخسائر البشرية والمادية، لكن مصادر محلية رجّحت سقوط ضحايا في صفوف المدنيين نتيجة القصف المكثف، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، وقد حذّرت منظمات حقوقية من أن تكرار هذا النمط من الضربات قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية المستمرة في البلاد منذ سنوات.
أهداف عسكرية أم رسائل سياسية؟
تتجاوز الغارات الأخيرة الطابع العسكري المباشر، لتشكل رسالة سياسية مزدوجة: أولًا، لطهران الداعمة لجماعة الحوثي، بأن واشنطن لن تتساهل مع أي تهديد لمصالحها أو مصالح حلفائها في المنطقة؛ وثانيًا، لتحالفاتها في الخليج بأنها ما زالت حاضرة عسكريًا في المشهد الإقليمي، رغم انشغالها بملفات دولية أخرى كأوكرانيا والصين.
الحوثيون يلتزمون الصمت
ولم تصدر جماعة أنصار الله (الحوثيين) أي تعليق رسمي حول الغارات الأمريكية الأخيرة، ويُعتقد أن الجماعة تفضل الرد العملي عبر تصعيد عملياتها ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، بدلًا من الدخول في سجالات إعلامية قد تُفسَّر على أنها تراجع أو ضعف.
الموقف الأممي والدولي
ولم يصدر عن الأمم المتحدة بعد أي بيان حول الغارات، لكن من المتوقع أن تدعو الهيئات الإنسانية إلى ضبط النفس وتفادي استهداف المدنيين، خاصة أن محافظة الحديدة تعد من أكثر المناطق تضررًا بالأزمة الإنسانية في اليمن.
وفي حال تواصل هذا التصعيد، قد تجد الأمم المتحدة نفسها مجبرة على إعادة النظر في خريطة المساعدات والإغاثة ضمن المناطق المتأثرة حديثًا.