هل يجوز للأم أن تؤم ابنها الصغير في الصلاة؟.. فتوى تحسم الجدل

تتساءل الكثير من الأمهات في البيوت المصرية والعربية، هل يجوز للمرأة أن تؤم ابنها الصغير في الصلاة؟، خاصةً في ظل غياب الأب أو انشغاله، ومع رغبة الأم في تعليم الطفل أركان الصلاة وإقامتها بالشكل الصحيح، هذا السؤال يتكرر كثيرًا في المحاضرات الدينية وصفحات الفتاوى، وجاء الجواب من الداعية الإسلامية دينا أبو الخير، لتوضح الرأي الشرعي بأسلوب بسيط ومفهوم يناسب كل أم حريصة على تربية ابنها دينيًا.
ما الحكم الشرعي في إمامة الأم لابنها في الصلاة؟
أكدت دينا أبو الخير، أن المرأة لا يجوز لها أن تؤم الرجال في الصلاة بأي حال من الأحوال، وهذا الحكم يشمل كل الذكور البالغين، سواء كانوا أبناءها أو غيرهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بطفل صغير لم يبلغ بعد سن التمييز أو التكليف، فإن الأمر مختلف تمامًا.
وأوضحت، أن الطفل غير المميز (دون السابعة تقريبًا)، يمكن أن يصلي خلف أمه لا على وجه الجماعة الشرعية، ولكن بقصد التعليم والتدريب على أداء الصلاة. وهذا لا يُعتبر إمامة شرعية، بل هو من باب التشجيع العملي على الالتزام بالصلاة منذ الصغر.
وأضافت أبو الخير، أن بعض الفقهاء أشاروا إلى أن الطفل المميز (فوق السابعة) لا يصح أن تؤمه أمه في الصلاة، ويُفضل أن يصلي وحده أو تصلي هي وحدها، مع توجيهه وتعليمه كيفية أداء الصلاة بشكل صحيح، وذلك احترامًا لترتيب الإمامة في الإسلام التي اشترطت الذكورة لمن يؤم الآخرين.
الرأي الفقهي والتربوي معًا
من الناحية الفقهية، فإن ترتيب الإمامة في الإسلام يبدأ بالرجال ثم الصبيان ثم النساء، ولذلك فإن إمامة المرأة للرجل أو الصبي المميز غير جائزة، سواء داخل البيت أو خارجه. أما من الناحية التربوية، فالأم تُعد القدوة الأولى للطفل، ويُستحب أن تصلي أمامه ليرى منها الخشوع والالتزام، مع إشراكه في الدعاء والترديد بعد الأذان وغيرها من الشعائر التي تُحبب الطفل في الصلاة.
متى يصح أن يصلي الابن خلف أمه؟
إذا كان غير مميز (أقل من 7 سنوات): يجوز أن يصلي خلف أمه لغرض التعليم فقط، وليس على سبيل الجماعة الشرعية.
إذا كان مميزًا (فوق 7 سنوات): لا يجوز أن تؤمه الأم، ويُفضل أن يصلي وحده أو مع رجل إن وجد، أو أن يصلي الاثنان فرادى.
ويذكر أن إمامة الأم لابنها في الصلاة جائزة فقط إذا كان صغيرًا غير مميز، بقصد التعليم لا أكثر، أما إذا بلغ الطفل سن التمييز أو الاقتراب من البلوغ، فلا يجوز أن تؤمه الأم، ويمكنها أن تكتفي بالصلاة أمامه، مع تعليمه بهدوء وصبر ومحبة.