عاجل

الإفتاء توضح حكم قراءة القرآن بالعين والأجر المترتب عليها

قراءة القرآن بالعين
قراءة القرآن بالعين

في ظل تسارع وتيرة الحياة، يتساءل كثير من المسلمين عن حكم قراءة القرآن باستخدام العين فقط دون تحريك اللسان أو الشفتين، خاصة في الأوقات التي لا تسمح بالقراءة بصوت مرتفع. وفي هذا السياق، قدمت دار الإفتاء المصرية توضيحًا حول هذا الموضوع، مؤكدة على أهمية التفريق بين "قراءة القرآن بالعين" و"القراءة اللسانية".

الإفتاء: النظر في المصحف عبادة ولكن بشرط

أوضحت دار الإفتاء أن النظر إلى المصحف الشريف دون تحريك اللسان أو الشفتين لا يعد قراءة بمعنى التلاوة الشرعية الكاملة، ولكنها تُعتبر نوعًا من التدبر والتفكر في آيات الله. وأكدت أن الأجر الكامل للتلاوة يكون عند نطق الحروف وتحريك اللسان أثناء القراءة، استنادًا إلى الأحاديث النبوية التي تبين أن "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها".

وأضافت الإفتاء أن قراءة القرآن بالعين فقط تُعد نوعًا من الذكر والتفكر، ويُثاب المسلم عليها بحسب نيّته وإقباله على كلام الله، لكنها لا تُجزئ مثل القراءة المجودة بالصوت عند أداء بعض العبادات مثل الصلاة، التي يشترط فيها التلفّظ بالآيات وليس الاكتفاء بالنظر.

علماء الأزهر: النطق شرط لثبوت القراءة

ومن جانبهم، أكد عدد من علماء الأزهر، أن المقصود بقراءة القرآن هو تحريك اللسان ونطق الحروف، لأن الحرف لا يُعد مقروءًا إلا إذا خرج من مخرجه، وأضافوا أن الأجر المترتب على القراءة بالنظر فقط أقل من أجر التلاوة المجوّدة التي تُصاحبها نية وقلب حاضر وصوت يُسمع، لكنهم شددوا على أن النظر في المصحف لا يخلو من فضل، خاصة إذا صاحبه تدبر وخشوع.

وأشار العلماء إلى أن جمهور الفقهاء اتفقوا على أن القراءة باللسان هي الأصل، وهي ما يُترتب عليه الأجر الوارد في السنة النبوية، بينما القراءة القلبية أو البصرية (بالعين فقط) قد يُؤجر عليها صاحبها كنوع من الذكر، لكنها ليست بنفس المنزلة.

القراءة بالعين في الصلاة

فيما يتعلق بالصلاة، أكدت دار الإفتاء أنه يجب على المسلم أن يقرأ القرآن بنطق حقيقي للحروف أثناء الصلاة، ولا يجوز الاكتفاء بالنظر إلى المصحف فقط دون تحريك الشفتين. لأن ذلك يتنافى مع شروط صحة الصلاة من تلاوة وقيام وركوع وسجود.

فوائد النظر في المصحف حتى دون صوت

ورغم أن الأجر الأكبر يكون للقراءة بالنطق، إلا أن النظر في المصحف يظل من الأعمال الصالحة، وله فوائد عظيمة، منها:

تحصيل بركة النظر إلى كلام الله.
تقوية الصلة القلبية مع القرآن.
تنشيط الذاكرة لمن يحفظ، من خلال القراءة الصامتة.
تهيئة النفس للتدبر والخشوع.
وسيلة لمن لا يستطيع القراءة بصوت مرتفع أو في أماكن عامة.

هل يمكن الجمع بين الطريقتين؟


ينصح العلماء المسلمين بالجمع بين القراءة البصرية واللفظية، بحيث يُحرّك القارئ شفتيه بصوت خافت أثناء النظر إلى المصحف. هذا لا يُساعد فقط في تحقيق شرط القراءة، بل يُضاعف الأجر ويُعزز التركيز أثناء التلاوة.

كما يُستحب تحسين الصوت بالتلاوة قدر الإمكان، لما له من أثر روحي ونفسي على القارئ والمستمع، وقد ورد في الحديث الشريف: "زيّنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا".

الإفتاء تحث على استغلال الوسائل كلها للتواصل مع القرآن

ودعت الإفتاء المسلمين إلى عدم ترك قراءة القرآن سواء بالنظر أو بالنطق، موضحة أن الأهم هو الإقبال على كلام الله، وتنظيم وقت يومي لتلاوته وتدبر معانيه، سواء بصوت مرتفع أو بصوت منخفض، وحتى بالنظر فقط، لأن القلوب تتعلق بالقرآن وتنتفع به بطرق مختلفة.

كما أكدت أن تيسير سبل قراءة القرآن في عصر الهواتف الذكية والتطبيقات يجب ألا يُشغلنا عن المعنى الحقيقي للقراءة، وهو تدبر كلام الله، ومحاولة تطبيقه في واقع الحياة.

تم نسخ الرابط