داعًا بابا السلام.. خيري رمضان: رحيل البابا فرنسيس نهاية مُحزنة ومليئة بالسلام

نعى الإعلامي خيري رمضان خلال مقدمة برنامجه "مع خيري"، المذاع على قناة المحور، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والذي رحل عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وصفه بأنه لم يكن قصيرًا ولا سهلًا.
وأوضح رمضان أن آخر ظهور علني للبابا كان بالأمس، خلال احتفاله بعيد الفصح، حيث بدت عليه علامات التعب الشديد، إلا أنه أصر رغم حالته الصحية المتدهورة على أن يكون حاضرًا وسط جموع المسيحيين الكاثوليك، ليمنحهم لحظات من الفرح والأمل في هذه المناسبة الدينية المهمة.
أداء الواجب الروحي
أشار خيري رمضان إلى أن البابا فرنسيس أظهر، حتى في أيامه الأخيرة، قدرًا كبيرًا من العزيمة والإصرار على أداء رسالته الروحية والإنسانية. مشاركته في احتفالات عيد الفصح رغم ظروفه الصحية كانت دليلاً واضحًا على حبه لشعبه وإيمانه العميق بواجباته كزعيم ديني، مؤكداً أن تلك اللحظة كانت بمثابة الوداع الأخير لرجل حمل على عاتقه مشعل الإنسانية والسلام لعقود.
وأضاف رمضان أن البابا فرنسيس كان يُعرف بمواقفه الواضحة التي ترفض العنف والصراعات المسلحة، ويؤمن بأن المحبة والتسامح هما السبيل الوحيد لبناء عالم أفضل. فقد كان دائم الانتقاد لكل أشكال الحروب، ومدافعًا عن حقوق الإنسان في مختلف القارات، مشيرًا إلى أن رسائله وخطاباته دائمًا ما كانت تعكس حرصه على لمّ الشمل، والتقريب بين الشعوب، والدعوة للتعايش السلمي.
البابا وفرحته المغلفة بالحزن
واستعرض خيري رمضان أحد أبرز مواقف البابا الإنسانية، حيث قال إن البابا فرنسيس عبّر في أكثر من مناسبة عن قلقه الشديد تجاه الأوضاع المأساوية في غزة. وذكر الإعلامي أن البابا قال في إحدى وصاياه: "أفكر في أهالي غزة، حيث لا يزال الصراع هناك يروّع السكان ويتسبب في الموت والدمار".
واعتبر أن هذه التصريحات تعكس مدى تأثر البابا بالمآسي الإنسانية حول العالم، وقدرته على التواصل مع قضايا الشعوب بعيدًا عن الانتماءات السياسية أو العقائدية.

إرث باقٍ رغم الرحيل
واختتم خيري رمضان حديثه بالتأكيد على أن رحيل البابا فرنسيس يمثل خسارة كبيرة للمجتمع الإنساني العالمي، إذ رحل الرجل الذي حمل هموم الفقراء، ونادى بالعدالة، ودافع عن المضطهدين، وصنع من الكلمة جسرًا للتواصل بين الشعوب. وبرحيله، تُطوى صفحة من تاريخ الفاتيكان، لكن تبقى وصاياه ومواقفه وإنسانيته نبراسًا يُهتدى به في زمن يموج بالصراعات.