الفسيخ بين العادة والمخاطر.. خيري رمضان يثير الجدل حول وجبة شم النسيم

مع اقتراب موسم شم النسيم، يعود الجدل السنوي حول تناول "الفسيخ" إلى الواجهة. الإعلامي خيري رمضان أعاد إشعال هذا النقاش خلال حديثه في مقدمة برنامجه "مع خيري"، الذي يُبث عبر قناة "المحور"، حين أعلن بكل صراحة أنه يستعد لتناول الفسيخ كعادة سنوية لا يمكن التخلي عنها.
وقال:"أنا هاكل فسيخ بكرة، ومجهزة من دلوقتي، منقوع في الليمون مع البصل وكل حاجة، وبنأكل أنا وعيلتي وأصحابي، لدرجة أني قلت لزميلي إن من يوم ما اتولدت واحنا بناكل لا بطلنا ولا في حد مات."
كلمات رمضان عكست مدى ارتباط المصريين بهذه الوجبة، والتي لا تُعد مجرد طعام، بل تقليد شعبي متوارث يحمل دلالات اجتماعية وثقافية عميقة.
مخاوف التسمم والواقع
رغم هذه العاطفة المرتبطة بالفسيخ، إلا أن رمضان لم يغفل الجانب الصحي، مشيرًا إلى أن حالات التسمم تحدث بالفعل، لكنها غالبًا ما تكون نتيجة تناول فسيخ غير صالح، مضيفًا:"حالات تسمم بتحصل لما يكون الفسيخ غير صالح، ومع ذلك ربنا بيستر وبتعدي، لكن عشان نتجنب الموضوع ده لازم نشوف أيه التعليمات الصحية لتناول الرنجة والفسيخ."
هذا التوازن بين الحفاظ على العادات الشعبية والانتباه للمخاطر الصحية، يعكس الواقع الذي يعيشه ملايين المصريين كل عام في مثل هذا التوقيت.
مسؤولية التوعية مستمرة
ما قاله رمضان يفتح الباب أمام ضرورة تكثيف حملات التوعية الصحية من الجهات المختصة، لا سيما مع ازدياد تداول المنتجات غير الآمنة في الأسواق الشعبية، ومع غياب الوعي الكافي لدى بعض المستهلكين، وهنا تبرز أهمية الإعلام في تسليط الضوء على الإرشادات السليمة لاستهلاك مثل هذه الأطعمة، خصوصًا في مواسم الإقبال الكثيف.

أكثر من مجرد وجبة
لم تكن كلمات خيري رمضان مجرد حكاية عن عادة أسرية، بل تعكس صورة مجتمعية كاملة، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء على مائدة واحدة، في طقس احتفالي خاص يحمل من البهجة بقدر ما يحمل من المخاوف.
ومع ذلك، فإن هذه العادة لا تزال تصمد أمام كل الحملات التوعوية، في مشهد يعكس تشبث المصريين بعاداتهم مهما بلغ الجدل حولها، فبين محاولات التحذير الطبية، والارتباط الشعبي العاطفي، يبقى الفسيخ رمزًا لاحتفال مصري خاص، يتكرر كل عام، مثيرًا ذات الأسئلة... وذات الطقوس.