محمد أبو شامة: ملف سلاح حزب الله يشكل مرحلة حساسة في تاريخ لبنان المعاصر

قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون حول ضرورة مناقشة مسألة نزع سلاح حزب الله بهدوء ومسؤولية، تعكس رغبة حقيقية لدى الدولة اللبنانية في التعامل مع هذا الملف الشائك، رغم التحديات العديدة التي تواجهها هذه المسألة.

وأضاف أبو شامة في تصريحات لبرنامج "مطروح للنقاش" مع الإعلامية داما الكردي عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن سلاح حزب الله أصبح قضية إقليمية ودولية ولا يقتصر تأثيرها على الشأن الداخلي اللبناني فقط. وأشار إلى أن الكثير من الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تتعامل مع القضية أحيانًا بسخرية أو استخفاف، مما يزيد من تعقيد الموقف.

تأثيرات داخلية وخارجية

وأوضح أبو شامة أن الرئيس اللبناني جوزيف عون يسعى لتحقيق توازن دقيق في معالجة هذا الملف، في وقت حساس للغاية بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدها لبنان والمنطقة، وخاصة بعد وفاة الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، في فبراير الماضي. كما يرى أن الحزب بحاجة إلى إعادة تموضع سياسي وعسكري، وهو أمر يتطلب وقفة مسؤولة من قيادة الحزب والمجتمع اللبناني بأسره.

وأشار إلى أن الأرقام المتداولة حول عدد مقاتلي حزب الله، التي تتراوح بين 25 ألفًا و100 ألف مقاتل، تجعل من المستحيل تقريبًا دمج هذه القوة المسلحة في المؤسسة العسكرية اللبنانية، خاصة مع الخلفية الأيديولوجية للحزب وارتباطه الوثيق بـ إيران. هذا الارتباط الديني والفكري يزيد من تعقيد مسألة دمج الحزب في الدولة اللبنانية الموحدة.

الداخل اللبناني والضغوط 

تطرق أبو شامة إلى صعوبة تفكيك ترسانة حزب الله أو دمجه في مؤسسات الدولة، قائلاً إن ذلك يتطلب بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة تمامًا عن الوضع الحالي، مضيفًا أن الرئيس اللبناني يدرك حجم التحدي الكبير، ولذلك يدعو إلى التعامل مع هذا الملف بحذر وهدوء، لتجنب تفاقم الصراعات الداخلية التي قد تزيد من تعقيد المشهد اللبناني.

وأكد أبو شامة أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الوضع الداخلي اللبناني، بل في الضغوط الخارجية، وعلى رأسها إسرائيل التي لن تسمح للبنان بالتحرك بحرية في مسألة نزع سلاح حزب الله، قائلاً: "المجتمع الدولي، خصوصًا إسرائيل، لن يوفر للبنان الفرصة اللازمة لتفكيك حزب الله وفق إيقاع داخلي لبناني، بل ستكون هناك ضغوط قوية قد تعرقل هذا المسار".

نزع سلاح حزب الله

اختتم أبو شامة تصريحاته بالقول إن ملف سلاح حزب الله يشكل مرحلة حساسة في تاريخ لبنان المعاصر، حيث يتطلب الأمر جهودًا من كافة الأطراف المعنية، سواء من الداخل اللبناني أو من المجتمع الدولي، للتوصل إلى حل يوازن بين الأمن الداخلي و الضغوط الإقليمية، دون تعريض استقرار لبنان للخطر.