أحمد حداد في ذكرى رحيل أيقونة الإبداع: "جاهين لم يكن فنانًا تقليديًا" (فيديو)

في ذكرى رحيل الشاعر الكبير صلاح جاهين، استعاد الشاعر أحمد حداد ملامح عبقرية ذلك الرجل الذي لا تزال أعماله تسكن وجدان المصريين، خلال ظهوره ضيفًا في برنامج "الساعة 6" مع الإعلامية عزة مصطفى على شاشة قناة الحياة.
وقال حداد: "جاهين لم يكن مجرد شاعر يكتب كلمات، بل كان فنانًا متكاملًا، موهوبًا في كل الاتجاهات: شاعر، رسام كاريكاتير، ممثل، وكاتب سيناريو كان حالة استثنائية في المشهد الثقافي والفني المصري".
وأضاف أن صلاح جاهين عاش بشغف التجربة والاكتشاف، فلم يتعامل مع موهبته كمن يصعد منصة التتويج، بل كطفل يلهو في ساحة الإبداع بلا قيود. "كان يرى نفسه مغامرًا، يجرب كل شيء: يغني، يرقص، يكتب، يرسم… وكان يستمتع بذلك كله، دون أن يتعامل مع موهبته بثقل أو غرور"، على حد وصفه.
صوت الشعب وقلب الوطن
ووصف حداد الراحل صلاح جاهين بأنه "ضمير المصريين"، مشيرًا إلى أنه كان دائمًا حاضرًا في الوجدان الشعبي، ويعبر عن مشاعر الناس ومواقفهم، لا سيما البسطاء منهم. "صلاح جاهين لم يكن شاعر صالونات أو جمهور نخبوي، بل شاعر الشارع، الإنسان، واللحظة... من رباعياته إلى أغنياته الوطنية، كان دائمًا يعبر عنّا".
وأشار إلى أن جاهين استطاع من خلال الكلمة البسيطة والصورة القريبة من القلب أن يخلق نوعًا جديدًا من الشعر، جمع بين العمق الفلسفي والعاطفة اليومية، مشبهًا إياه بفنان يستطيع التحول إلى شخصية داخل أي عمل فني، مستشهدًا بظهوره ضمنيًا في أغنية "يا واد يا تقيل" التي أدتها سعاد حسني، والتي عكست جزءًا من روحه المرحة والساخرة.
الإرث الفني لصلاح
وتحدث أحمد حداد عن تأثير جاهين الممتد، موضحًا أن إرثه الإبداعي لا يزال حاضرًا في الأعمال الفنية حتى اليوم، سواء في كلمات أغانيه الخالدة أو في رسومه الكاريكاتيرية التي كانت مرآة ساخرة وذكية للمجتمع والسياسة. "هو الفنان الذي سبق زمانه، وترك أثرًا لا يُمحى"، بحسب حداد.
وأكد أن صلاح جاهين استطاع أن يرسم خطوطًا فاصلة بين فنان يؤدي دورًا، وآخر يعيش الحالة ويصنعها، مشيرًا إلى أن جاهين لم يكن يومًا خارج نبض مصر، بل كان حاضرًا في أحلك الظروف وأجمل اللحظات، من ثورة يوليو إلى نكسة 67، ثم الانتصار في 73، وكان في كل مرحلة يقدم فنا صادقًا نابضًا بالانتماء.

دعوة لاستعادة قيمته
واختتم حداد حديثه بالتأكيد على أن صلاح جاهين يستحق مزيدًا من الاحتفاء والتقدير في المشهد الثقافي المصري المعاصر، داعيًا إلى إعادة تقديم أعماله للأجيال الجديدة بأساليب تتماشى مع العصر، حتى يتعرف الشباب على قيمة هذا الرمز الوطني والإنساني الكبير.
وشدد: "جاهين لم يكن شاعرًا عابرًا في الزمن، بل نبضًا مستمرًا في ضمير الأمة... وكلما قرأنا رباعياته أو استمعنا لكلماته، شعرنا أنه ما زال بيننا، يضحك ويبكي معنا، يحلم ويفكر ويغني للوطن".