عاجل

البابا تواضروس ينعى نظيره فرانسيس: "صوت السلام في عالم يموج بالصراعات"

البابا تواضروس والبابا
البابا تواضروس والبابا فرنسيس

بكلمات امتزج فيها الحزن بالإجلال، نعى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نظيره الراحل البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية بعد رحلة حافلة امتدت لـ12 عامًا على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وصفها البابا تواضروس بأنها كانت "مملوءة بالخدمة والنشاط والعطاء للإنسانية جمعاء".

وقال البابا تواضروس، خلال مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز، إن العالم بأسره فقد شخصية فريدة خدمت البشرية بصدق، مشيرًا إلى أن البابا فرنسيس لم يكن مجرد زعيم ديني، بل "رمز إنساني لصوت السلام والعدل"، الذي وقف في وجه الظلم، واحتضن المهمشين، وساند المنسيين في كل بقاع الأرض.

داعًا لرجل الإنسانية

وفي حديثه، عبّر البابا تواضروس عن تقديره الكبير لما مثّله البابا فرنسيس من قيم إنسانية عالية، مؤكدًا أن الراحل ترك للبشرية نموذجًا فريدًا في الانفتاح والتواضع والمحبة، واصفًا إياه بأنه "صاحب قلب مفتوح للجميع، لا يفرق بين إنسان وآخر، ولا يقف عند حدود العقائد أو الانتماءات".

وأضاف: "لقد كان البابا فرنسيس صوتًا حقيقيًا للسلام، في عالم تمزقه الحروب والنزاعات. كان دائمًا يُذكرنا بالحق، ويقف بجوار الإنسان المتألم، أيا كانت ديانته أو موطنه".

زيارات صنعت الأمل

واستحضر البابا تواضروس الدور الكبير الذي لعبه الراحل من خلال زياراته الميدانية لعدد من الدول والمناطق المنكوبة، حيث لم يكتفِ بإلقاء الكلمات من على منصات الخطابة، بل نزل إلى الميادين والملاجئ والمخيمات، ليحتضن المتألمين ويوصل لهم رسالة المحبة الإلهية.

وأوضح: "البابا فرنسيس لم يكتفِ بدور الزعامة الروحية التقليدية، بل كسر الحواجز، وتقدّم إلى الصفوف الأولى في كل أزمة، سواء كانت سياسية أو إنسانية أو بيئية. كان شاهدًا على آلام الناس، مشاركًا لهم في همومهم".

علاقة مميزة بين الكنيستين

وكانت العلاقة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والفاتيكان خلال عهد البابا فرنسيس تتسم بالدفء والانفتاح، وقد التقى الزعيمان الروحيان في أكثر من مناسبة، أبرزها زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان، حيث أعلنا سويًا خطوات لتعزيز الحوار والتفاهم بين الكنيستين.

واعتبر تواضروس أن هذه العلاقة كانت تجسيدًا لما يؤمن به الراحل من أهمية الحوار بين الأديان، وتعزيز جسور التلاقي بين أبناء الديانات المختلفة، من أجل مستقبل يسوده التسامح والاحترام المتبادل.

<strong>اكمسترا نيوز </strong>
اكمسترا نيوز 

إرث من القيم سيظل حيًا

واختتم البابا تواضروس كلمته قائلاً: "نحن نعزي العالم كله، ليس فقط الكنيسة الكاثوليكية. لقد خسرنا قائدًا روحيًا عالميًا، لكنه ترك لنا إرثًا من القيم الإنسانية والإيمان العميق بخدمة الإنسان، سنحمله في قلوبنا ونتذكره كأحد أنبل الأصوات التي نادت بالسلام في القرن الحادي والعشرين".

بهذا النعي المؤثر، ودّع العالم رجلًا لم يكن فقط بابا الكنيسة الكاثوليكية، بل أيقونة للسلام العالمي والرحمة الإنسانية، سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الإنسانية طويلاً

تم نسخ الرابط