البابا تواضروس ناعياً بابا الفاتيكان: فقدنا رجل خدم البشرية كلها

نعى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية قداسة البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، قائلاً "نعزي العالم كله في وفاة هذا الرجل الذي خدم البشرية كلها".
وتابع البابا تواضروس الثاني خلال اتصالٍ هاتفي لتغطية خاصة الذي يذاع على قناة اكسترا نيوز اليوم الإثنين " البابا فرانسيس ظل على كرسي مدينة روما إثني عشر عاماً مليئة بالعمل والخدمة في كل مكان زاره أو حل فيه".

البابا فرانسيس صوت السلام
وأردف "البابا فرانسيس ترك لنا مثال القلب المفتوح لكل إنسان" متابعاً "بلا شك هو كان صوت للسلام في كل الأزمات وكل الصراعات على مستوى العالم سواء الحالية أو السابقة".
التواضع المسيحي الحقيقي
وأشار إلى أن البابا تواضروس كان مثالاً للتواضع المسيحي الحقيقي الذي قدمه خلال رحلته الحافلة
زيارة البابا فرانسيس لمصر
وذكر أن البابا فرانسيس زار مصر في عام 2017 وقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحاً "كانت زيارة مبروكة وفي نفس الوقت أنا شفته مرتين مرة عام 2013 والمرة الثانية عام 2023".
وفي السياق ذاته، أشاد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، اليوم الاثنين، بشخصية البابا الراحل فرنسيس بعد إعلان وفاته، معتبرًا أنه كان "قائدًا نادرًا ألهم البشرية لتكون أفضل".
وفي بيان نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، عبّر أوباما عن حزنه العميق لفقدان البابا الذي قال إنه "هزّنا من حالة التراخي الأخلاقي".
رمز التواضع والخدمة
وقال أوباما: "كان البابا فرنسيس من القادة القلائل الذين جعلونا نرغب في أن نكون أشخاصًا أفضل"، مشيرًا إلى أن مواقف الحبر الأعظم وتواضعه كانت تجسيدًا حيًا لقيم الخدمة والتضامن. وأضاف: "من خلال إيماءاته البسيطة والعميقة – احتضانه للمرضى، وخدمته للمشردين، وغسله لأقدام السجناء – ذكّرنا البابا بأننا جميعًا مرتبطون بواجبات أخلاقية تجاه الله وتجاه بعضنا البعض".
تعزية عالمية
وأكد أوباما أن زوجته ميشيل تشاركه الحزن، قائلاً: "اليوم، نشارك العالم أجمع – من الكاثوليك وغير الكاثوليك – في الحداد على رجل استمد كثيرون منه القوة والإلهام". وأشار إلى أن العالم فقد صوتًا نادرًا نادى بالعدالة والرحمة، ودعا للسلام في عالم مضطرب.
دعوة لمواصلة المسيرة
وختم أوباما بيانه بالاستشهاد بوصية البابا الراحل، قائلاً: " فلنواصل الاستجابة لدعوته التي أطلقها مرارًا: ‘لا تبقوا على هامش مسيرة الأمل الحي">
أعلن الكاردينال كيفن فاريل، الكاميرلينجو ورئيس أساقفة الفاتيكان، صباح اليوم الإثنين، وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد معاناة صحية شملت التهابات رئوية وفشلاً في الجهاز التنفسي.
ويُعد هذا الإعلان بداية للفترة الانتقالية المعروفة في الفاتيكان باسم “الكرسي الشاغر”، والتي تسبق انتخاب البابا الجديد.
مهام الكاميرلينجو خلال الفترة الانتقالية
يتولى الكاميرلينغو إدارة الشؤون اليومية للكرسي الرسولي خلال شغور منصب البابا، دون صلاحية إصدار قرارات عقائدية. وتشمل مهامه التنظيمية الإشراف على ممتلكات الفاتيكان، وإغلاق الشقة البابوية، والإشراف على تدمير خاتم الصياد الخاص بالبابا الراحل، إلى جانب الإعداد لعقد مجمع الكرادلة لانتخاب خليفة جديد.
من هو الكاردينال فاريل؟
وُلد كيفن فاريل في العاصمة الآيرلندية دبلن عام 1947، ويحمل سجلاً أكاديمياً واسعاً يشمل دراسات عليا في الفلسفة واللاهوت من الجامعات البابوية في روما، إضافة إلى ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نوتردام الأمريكية، التي منحته أيضاً دكتوراه فخرية في القانون عام 2017.
رُسّم فاريل كاهناً عام 1978، ثم تولى مناصب متقدمة في الكنيسة الكاثوليكية، منها أسقف مساعد لواشنطن، ثم أسقف دالاس، إلى أن عيّنه البابا فرنسيس عام 2016 رئيساً لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة. وفي فبراير 2019، تولى رسمياً منصب الكاميرلينغو.
مواقف مثيرة للجدل وانتقادات
أثار فاريل جدلاً في أكثر من مناسبة، أبرزها منعه في عام 2018 الرئيسة الآيرلندية السابقة ماري ماكاليس من المشاركة في مؤتمر فاتيكاني حول المرأة، على خلفية دعمها لزواج المثليين. كما دافع في 2021 عن موقف الفاتيكان الرافض لمباركة اتحادات المثليين، مؤكداً أن “البركة الكهنوتية مكرّسة للزواج بين رجل وامرأة فقط”.
ورغم اتهامات طالته بالتقاعس عن الإبلاغ عن مخالفات الكاردينال السابق ثيودور مكاريك، الذي طُرد لاحقاً من الكنيسة بسبب قضايا اعتداء جنسي، نفى فاريل علمه بأي من تلك الاتهامات خلال فترة عمله المشترك معه في واشنطن.
حبرية مليئة بالتحولات
عرفت سنوات بابوية البابا فرنسيس تحولات كبيرة في نهج الكنيسة الكاثوليكية، إذ انفتح على قضايا معاصرة كالتغير المناخي، والعدالة الاجتماعية، والهجرة. كما اتسمت خطاباته بلهجة إصلاحية واضحة، داعيًا إلى مكافحة الفساد داخل المؤسسة الكنسية وتفعيل دور المرأة. وبرز دوره أيضًا في التقارب مع العالم الإسلامي، من خلال زيارات تاريخية لدول عربية مثل الإمارات والعراق، حيث وقع وثيقة "الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019 مع شيخ الأزهر أحمد الطيب.