رحيل البابا فرانسيس.. الأب بطرس: خسارة العالم لرمز المحبة والتواضع

وصف الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكي للسينما، رحيل البابا فرانسيس بأنه خسارة فادحة للعالم بأسره، مشيرًا إلى أنه لم يكن مجرد زعيم ديني، بل كان "قديس العصر الحديث" و"رسولًا للمحبة والتواضع".
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية دانا مدحت عبر قناة "إكسترا نيوز"، قال دانيال إن البابا فرانسيس كان صوتًا للحق، وضميرًا إنسانيًا عالميًا لطالما ساند القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مواقف البابا لم تكن رمزية فقط، بل امتدت إلى خطوات عملية وإنسانية، حيث خصّ فلسطين بصلوات ومواقف داعمة، مؤكدًا حق الشعوب في الحرية والسلام والكرامة.
دعم لا مشروط للفقراء
أوضح دانيال أن البابا فرانسيس كان دائمًا نصيرًا للفقراء والمهمشين، ولم يتوقف يومًا عن الدعوة إلى العدالة الاجتماعية، متابعًا: "كان صوتًا للفقراء، يوجه الكنائس لمساعدتهم، ويحث القادة على تبني سياسات أكثر عدلاً، ويدعو لوقف الحروب في كل بقاع الأرض."
وأشار إلى موقفه الإنساني خلال أحداث السابع من أكتوبر 2023، عندما دعا جميع الكنائس حول العالم للصلاة من أجل غزة، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من المؤمنين والحقوقيين، لما تحمله من تضامن إنساني بعيد عن السياسة والانحيازات.
وأضاف:"كان ينتقد الزعماء الذين يشعلون الحروب، ويرى أن الحروب لا تجلب إلا الدمار والمعاناة. كان يؤمن أن السلام هو الطريق الوحيد للعيش المشترك."
وثيقة الأخوة الإنسانية
تطرق الأب بطرس دانيال إلى واحدة من أهم محطات البابا فرانسيس، وهي "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي وقعها مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في الإمارات عام 2019، مؤكدًا أن هذه الوثيقة شكلت نقلة نوعية في العلاقات بين الأديان، ورسالة واضحة ضد التطرف والتعصب، وتجسيدًا عمليًا لمفهوم الأخوة العالمية.
قال دانيال:"كانت الوثيقة إعلانًا بأن الأديان يجب أن تكون مصدرًا للسلام، لا أداة للفرقة والصراع. وقد جسّد البابا هذه القيم ليس فقط بالكلمات، بل بالأفعال."
قدوة في التواضع
استعرض الأب دانيال بعض المواقف الرمزية العظيمة للبابا، التي حملت دلالات قوية على الانفتاح وقبول الآخر، مثل مشاركته في طقوس غسل الأقدام التي شملت مسلمين ويهود ومسيحيين على حد سواء، معلقًا:"كان يرسل رسالة للعالم بأننا جميعًا إخوة في الإنسانية، وأن القيم الحقيقية للأديان تبدأ من التواضع والمحبة."
وأكد أن البابا لم يكن فقط قائدًا كنسيًا، بل رمزًا عالميًا للسلام والحوار، ترك أثرًا عميقًا في نفوس الملايين، مسلمون ومسيحيون وغيرهم.

إرث البابا فرانسيس
اختتم الأب بطرس دانيال حديثه بالتأكيد على أن إرث البابا فرانسيس سيظل حيًا في ضمير الإنسانية، قائلاً:"رحل البابا جسدًا، لكن روحه ومواقفه ستبقى نبراسًا للعالم كله. ترك لنا مدرسة في التواضع، وفي كيف نعيش معًا رغم اختلافاتنا."
وأضاف أن الكنيسة الكاثوليكية والعالم سيظلان مدينين له بفضل مواقفه النبيلة، ودعوته المستمرة للسلام والتعايش بين الأديان والشعوب، مؤكدًا أن ذكراه ستبقى محفورة في التاريخ كأحد أعظم الشخصيات الروحية في العصر الحديث.