تقنية جديدة للتحفيز الدماغي تعالج الصرع وتحسن الذاكرة والنوم
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Brain Communications عن نتائج واعدة لتقنية متطورة في مجال التحفيز العميق للدماغ، طوّرها باحثون في «مايو كلينك».
وبيّنت الدراسة أن هذه التقنية ساعدت في تقليص نوبات الصرع لدى المرضى، إلى جانب تحسين جودة النوم والذاكرة، وهما من التحديات الشائعة لدى المصابين بالصرع المقاوم للعلاج الدوائي.
رصد النشاط العصبي
واستخدم الفريق الطبي أداة إلكترونية دقيقة تُزرع في الدماغ، تقوم برصد مستمر للنشاط العصبي، بما يشمل تتبع النوبات وحلقات النوم، مع تحليل البيانات في الوقت الحقيقي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وصرّح الدكتور غريغوري ووريل، استشاري الأعصاب في مايو كلينك والمشارك في إعداد الدراسة، بأن "البيانات التي جمعتها الأداة أسهمت في تعديل دقيق لإعدادات التحفيز بما يعزز الفائدة العلاجية ويقلّل الآثار الجانبية".
تتجاوز الطرق التقليدية
من جانبه، قال الدكتور فاتسلاف كريمن، الباحث المشارك في الدراسة، إن القدرة على جمع بيانات مباشرة حول النشاط الدماغي تفوق الاعتماد على تدوينات المرضى الذاتية، وتوفر أرضية أكثر دقة لتعديل التحفيز العلاجي.
نتائج سريرية مشجعة
شملت الدراسة خمسة مرضى يعانون من صرع الفص الصدغي، وتمكنوا من مراقبة أدمغتهم وأعراضهم عن بُعد، مما أتاح للأطباء معلومات سريرية دقيقة في سياقهم الطبيعي اليومي. وأشار فريق البحث إلى أن المنصة التقنية يمكن أن تمثل خطوة نحو تطوير علاجات مخصصة وأكثر فاعلية للصرع والاضطرابات العصبية والنفسية الأخرى.
دعم دولي وشراكة تكنولوجية
حظيت الدراسة بدعم من جهات علمية رفيعة، من بينها المعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتات الدماغية، ووكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (DARPA)، وبرنامج "هورايزن أوروبا" التابع للاتحاد الأوروبي. كما ساهمت شركة "ميدترونيك" بالأجهزة المزروعة ضمن إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار مبادرة الدماغ الوطنية الأمريكية.
آفاق جديدة للعلاج الشخصي
وفي ختام الدراسة، أشار الدكتور جيمي فان جومبل، جراح الأعصاب في مايو كلينك، إلى أن "نتائج البحث تبرز إمكانات التكنولوجيا العصبية الناشئة في علاج أمراض معقدة". وأضاف الدكتور ووريل أن هذا النهج القائم على الدمج بين علم الأعصاب والهندسة والذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لعلاجات أكثر تخصيصًا وفعالية للصرع وغيره من اضطرابات الدماغ.
