مقترح أميركي مفاجئ بمنطقة محايدة حول المحطة النووية
واشنطن تقترح السيطرة على محطة زابوروجيا النووية .. وموسكو ترفض التنازل عنها

طرحت الولايات المتحدة مؤخرًا مقترحًا مثيرًا للجدل بشأن تسوية النزاع الروسي الأوكراني، يتمثل في منح وضع محايد للمناطق المحيطة بمحطة زابوروجيا للطاقة النووية، مع وضع هذه المناطق تحت نوع من السيطرة الأمريكية، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة.
ورغم أهمية الطرح، لم توضح الصحيفة أي تفاصيل حول نطاق هذه "المنطقة المحايدة"، ولا آلية فرض السيطرة الأمريكية المحتملة عليها، كما لم تُحدّد الجهة التي يفترض أن تدير المحطة فعليًا في حال تنفيذ المقترح.
أهمية زابوروجيا النووية
تقع محطة زابوروجيا النووية في مدينة إنيرجودار، وهي أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية في أوروبا، حيث تضم ست وحدات طاقة بإجمالي قدرة تصل إلى 6 جيجاواط، ومنذ فبراير 2022، باتت المحطة تحت سيطرة القوات الروسية، بينما تعرّضت مرارًا لهجمات بالمسيرات والمدفعية من الجانب الأوكراني، بحسب الرواية الروسية.
حاليًا، جميع وحدات المحطة في حالة "إغلاق بارد"، ولا تولد الكهرباء، لكن العمل الفني مستمر داخلها وفقًا للمعايير الدولية للسلامة الإشعاعية، وتحت رقابة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الموقف الروسي
خلال اجتماع مع قيادات وزارة الخارجية الروسية في يونيو 2024، أكد الرئيس فلاديمير بوتين استعداد موسكو لتسوية النزاع، شريطة الاعتراف الدولي بضم كل من شبه جزيرة القرم، ومدينة سيفاستوبول، ومناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوروجيا إلى الاتحاد الروسي.
وفي هذا السياق، شددت وزارة الخارجية الروسية على أن موسكو لن تتنازل عن محطة زابوروجيا لأي طرف، سواء كانت أوكرانيا أو جهة ثالثة، معتبرة إياها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
يثير الطرح الأمريكي تساؤلات حول إمكانية قبوله من الأطراف المتنازعة، خصوصًا في ظل غياب توافق دولي على وضع السيادة في تلك المناطق.
كما أن المطالبة الأمريكية بنوع من السيطرة على منشأة نووية داخل منطقة نزاع مسلح قد تفتح الباب أمام توترات جديدة، وتعقّد الجهود الدبلوماسية المستمرة.
ويشير المقترح الأمريكي إلى تحول في مسار تعاطي واشنطن مع الأزمة الأوكرانية، من الدعم السياسي والعسكري المباشر إلى طرح تصورات ميدانية لإعادة رسم الواقع الجغرافي على الأرض، لكن هذا التوجه يُنظر إليه بحذر من قبل العديد من المراقبين، نظرًا لتداعياته القانونية والسياسية، إذ قد يُفسَّر كخطوة نحو تدويل السيطرة على منشآت حيوية داخل أراضٍ متنازع عليها.