بسبب أجواء التحريض والانقسامات الداخلية
«اليهود سيقتلون بعضهم».. لابيد يُحذّر الإسرائيليين من حكومة نتنياهو

حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد مما أسماه "كارثة قادمة" بسبب أجواء التحريض والانقسامات الداخلية التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي في الوقت الحالي، مع دخول حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مشادات مع قادة الأجهزة الأمنية.
وقال لابيد في تصريح لوسائل الإعلام العبرية: "قبل أسبوعين من فشل حكومة اليمين في أكتوبر، عقدتُ مؤتمرًا صحفيًا حذّرتُ فيه من أننا في طريقنا إلى حرب وكارثة أمنية. رفضت الحكومة الاستماع. والآن أودّ أن أحذر مجددًا، هذه المرة استنادًا إلى معلومات استخباراتية قاطعة".
وأضاف: "نحن في طريقنا إلى كارثة أخرى. هذه المرة ستأتي من الداخل. مستويات التحريض والجنون غير مسبوقة".
وأكد أنه "تم تجاوز الخط الأحمر"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أنه "إذا لم نوقف هذا، فستكون هناك جريمة قتل سياسية. سيقتل اليهود يهودًا".
معلومات استخباراتية
في تصريح لموقع "والا" العبري، قال لابيد إنه يمتلك معلومات استخباراتية -تتجاوز المعلومات العلنية التي عرضها في بيانه- لكنه لم يحدد ماهيتها. فقط اكتفى بالقول: "هناك معلومات استخباراتية إضافية، ولن أكشف عنها بطبيعة الحال. على عكس نتنياهو والحكومة، لا أُسرّب معلومات استخباراتية سرية".
وتابع: "أكثر التهديدات شيوعًا موجهة إلى رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار. كان ينبغي على بار الاستقالة من منصبه بعد توليه منصبه في أكتوبر. يحق للحكومة إقالته شريطة أن يتم ذلك وفقًا للإجراءات القانونية، وبموافقة المحكمة، دون المساس بتحقيق "فضيحة قطر".
وأضاف: "لقد فشل رونين بار، لكنه وطني إسرائيلي ومقاتل كرّس حياته لأمن إسرائيل. نشأ في قيادة العمليات الخاصة بالجيش الإسرائيلي ووحدة العمليات التابعة لجهاز الأمن العام. أحبط جهاز الأمن العام، تحت قيادته، أكثر من 1200 هجوم قاتل ضد مواطنين إسرائيليين خلال العام الماضي".
وأكد: "كان جزء كبير من النجاحات العملياتية في الحرب من نصيب جهاز الأمن العام، إلى جانب قوات الأمن. ومع ذلك، فإن معظم التهديدات الموجهة إلى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ليست من العرب، وليست من حماس أو حزب الله، بل من اليهود".
وأشار لابيد إلى الانتقادات التي كُتبت عن رئيس الشاباك على الإنترنت في الأسابيع الأخيرة، وعلّق: "هذه الكلمات لا تُقال في الفراغ. الإلهام يأتي من الأعلى. مباشرة من الحكومة".

معارك نتنياهو
كان حزب الليكود الحاكم في إسرائيل أصدر بيانًا رسميًا جاء فيه: "رونين بار يُحوّل أجزاءً من جهاز الشاباك إلى ميليشيا خاصة تابعة للدولة العميقة".
كما قال وزير المالية يتسئيل سموتريتش: "رئيس الشاباك رجل خطير... ويتصرف بشكل إجرامي لتنفيذ انقلاب".
وقال يائير نتنياهو: "رونين بار يُحاول تنفيذ انقلاب بواسطة منظمة مسلحة".
كما أدلى وزراء وشخصيات بارزة في الائتلاف بتصريحات مماثلة عن المستشارة القانونية للحكومة، جالي بهاراف ميارا، وسرعان ما تحولت الكلمات إلى تهديدات جنونية على الإنترنت.
وأشار زعيم المعارضة إلى أن لهذا التصريح عواقب وخيمة "وهم يدركون تمامًا تأثيره على بعض مؤيديهم". والآن يتجول رئيس الشاباك والمستشارة القانونية وسط حراسة أمنية مشددة "ليس بسبب الحرب، بل بسبب التحريض".
وأكد: "كل هذا الأمن سيكون بلا جدوى إذا استمر هذا التحريض. ستكون هناك جريمة قتل سياسية هنا. نحن ذاهبون إلى مكان مظلم وخطير. لقد جلبت لنا حماس أكبر كارثة في تاريخنا، والكارثة القادمة ستكون بسبب هذا التحريض الجنوني".
وأضاف أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على رئيس الوزراء نتنياهو "من يُنتخب لإدارة البلاد مسؤول عما يحدث فيها. المسؤول عن أحداث السابع من أكتوبر هو المسؤول عن التحريض. إن التذمر والشكوى من أنهم يحرضون ضدك أيضًا ليس عذرًا أو جوابًا، وبالتأكيد ليس قيادة".