معركة الخصوصية مستمرة.. هل يستطيع المستخدمون منع ميتا من جمع بياناتهم؟

يثير استخدام شركة ميتا لبيانات مستخدميها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي جدلًا واسعًا، إذ كشف عدد من المستخدمين أن خيار الانسحاب من خاصية تتبع البيانات الذي وعدت به الشركة لا يعمل كما ينبغي.
مستخدمون يبلغون عن مشاكل بتعطيل ميزة الذكاء الاصطناعي
أفاد نيت هايك، الناشر والمدير التأسيسي لموقع Travel Lemming، أنه تلقى بريدًا إلكترونيًا من ميتا يبلغه بأن منشوراته على فيسبوك وإنستجرام ستُستخدم لتدريب الذكاء الاصطناعي.
لكن عندما حاول استخدام الرابط الرسمي لإلغاء المشاركة، اكتشف أنه غير فعال، وهو ما أبلغ عنه أيضًا العديد من المستخدمين الآخرين.
التاريخ المثير للجدل لاستخدام بيانات المستخدمين
بدأت ميتا منذ عام 2018 باستخدام المحتوى المنشور على إنستجرام لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، حتى قبل إطلاق نماذجها مثل Meta AI وLlama. ومع تنامي أهمية الذكاء الاصطناعي بحلول 2025، ازدادت حاجة شركة ميتا للبيانات، مما أثار مخاوف متزايدة بين المستخدمين بشأن خصوصية محتوياتهم.

ضغوط قانونية تُجبر ميتا على التراجع جزئيًا
واجهت ميتا تحديات قانونية عدة بسبب انتهاكات محتملة لحقوق النشر والخصوصية، وهو ما دفعها في يونيو 2023 إلى تعليق استخدام بيانات المستخدمين في الاتحاد الأوروبي لتدريب الذكاء الاصطناعي، لكنها عادت لاحقًا في 2024 لتعلن أنها ستجمع محتوى المستخدمين مجددًا، مدعيةً أن ذلك إجراء متبع عالميًا.
رابط الانسحاب المزعوم لا يعمل
في أبريل 2024، بدأت ميتا إخطار المستخدمين في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن تحديث سياستها عبر إشعار داخل التطبيق ورسائل إلكترونية، تتضمن رابطًا يتيح لهم الاعتراض على استخدام بياناتهم.
لكن وفقًا لشهادات المستخدمين، الرابط لا يعمل، مما دفع الكثيرين إلى التشكيك في مدى جدية الشركة في احترام خصوصية المستخدمين.
تناقض في تصريحات ميتا
تصرح ميتا بأنها تحترم رغبات المستخدمين في عدم مشاركة بياناتهم، إلا أن بعض التقارير تكشف أن الشركة لا تتخذ أي خطوات فعلية لتنفيذ طلبات الانسحاب، حيث أبلغ هايك أنه عند التواصل مع دعم الشركة، جاء الرد بأنهم لن يتخذوا أي إجراء بشأن طلبه.
جدير بالذكر أن شركة ميتا (المعروفة سابقًا باسم فيسبوك) تأسست عام 2004، ونمت لتصبح واحدة من أكبر الشركات في العالم في مجال التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي. تمتلك منصات بارزة مثل فيسبوك، إنستجرام، واتساب، وتسعى لتوسيع نفوذها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير نماذج مثل Meta AI وLlama.
في السنوات الأخيرة، أثارت ميتا الجدل بسبب استخدام بيانات المستخدمين في تدريب الذكاء الاصطناعي، رغم تأكيد الشركة أنها توفر خيار "الانسحاب" لمستخدميها، أبلغ العديد عن مشاكل في تعطيل هذه الميزة، مما أثار تساؤلات حول الشفافية والخصوصية.
وواجهت ميتا تحديات قانونية، خاصة في الاتحاد الأوروبي، مما أجبرها على تعديل سياساتها مؤقتًا قبل العودة لجمع بيانات المستخدمين مجددًا، مع استمرار توسعها في الذكاء الاصطناعي، تبقى مسألة حماية بيانات المستخدمين محورًا رئيسيًا في النقاشات حول مستقبل التكنولوجيا.