فريدة الشوباشي: التصدي لمدّعي الفتوى أصبح ضرورة وطنية ودينية

في تصريحات نارية أثارت جدلًا واسعًا، أعربت النائبة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، عن قلقها البالغ من ظاهرة من وصفتهم بـ"مدّعي الفتوى"، الذين يظهرون في وسائل الإعلام وهم يرتدون ملابس الأزهر الشريف، ويطلقون تصريحات لا تستند إلى صحيح الدين وتثير البلبلة في أوساط المجتمع المصري.
وخلال لقائها مع برنامج "علامة استفهام"، أكدت الشوباشي أن التصدي لهذه الظاهرة أصبح ضرورة وطنية ودينية، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص يخلطون بين الرأي الشخصي والدين، ما يؤثر سلبًا على السلام المجتمعي والفكري، مطالبة الجهات المختصة بالتدخل لوقفهم وعدم السماح لهم بالحديث باسم المؤسسة الدينية.
الشوباشي نتقد الاجتهادات
تطرقت النائبة إلى الجدل المتصاعد حول الفتاوى في الفترة الأخيرة، مؤكدة أن المجتمع بات يعاني من سيل من الفتاوى الغريبة التي لا تنسجم لا مع العقل ولا مع روح العصر، وهو ما يؤدي إلى اضطراب في الوعي الديني لدى الناس، خاصة فئة الشباب.
وقالت:"أي فتوى لا تخاطب العقل ولا تتماشى مع مقاصد الشريعة ينبغي مواجهتها، ولا يجوز تمرير كل رأي ديني على أنه حق مطلق، لا سيما إذا صدر من غير المتخصصين".
الرؤية الاجتماعية والدينية
وفي سياق الحديث، تطرقت فريدة الشوباشي إلى قضية الحجاب، مستعرضة موقفها الشخصي المستند إلى محادثات سابقة مع عدد من كبار علماء الأزهر، من بينهم الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الأسبق.
وأشارت إلى أن بعض التفاسير التاريخية تؤكد أن الحجاب في البيئة العربية قبل الإسلام كان يُستخدم بالأساس كوسيلة للوقاية من الشمس والحرارة والغبار، وليس بالضرورة كرمز ديني مرتبط بالتقوى.
لكن هذا الطرح لم يمر دون رد، حيث تدخل في الحوار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ليؤكد أن هذا الرأي غير دقيق وغير علمي، مشددًا على أن الحجاب في الإسلام جاء أمرًا شرعيًا متعلقًا بالتقوى والستر، مستدلًا بالآيات القرآنية التي تنص على تغطية الجيوب بالخمر، واعتبر أن محاولة تفسير الحجاب تفسيرًا بيئيًا أو اجتماعيًا فيه تجاوز لحدود النصوص القطعية.
دعوة لتجديد الخطاب
وفي ختام حديثها، أكدت الشوباشي أنها ليست ضد الدين، لكنها تؤمن بضرورة إعادة النظر في طريقة عرض الخطاب الديني، بما يتماشى مع متغيرات العصر دون أن يمس ذلك ثوابت العقيدة.
وشددت على أن الدين الإسلامي دين عقل وفكر ومنهج حياة، ولا يجب أن يُختزل في مظهر خارجي أو فتوى عابرة، مطالبة بتوفير منصات دينية موثوقة تعيد ثقة الناس في المؤسسة الدينية وتقطع الطريق على المتاجرين باسم الدين.

موقف الأزهر
من جهته، أكّد الدكتور أحمد كريمة أن المؤسسة الأزهرية لن تسمح بتمرير رؤى فكرية تُفكك القيم الشرعية الثابتة، موضحًا أن الحجاب فريضة نصت عليها الآيات والأحاديث، ولا مجال للاجتهاد فيها.
وأشار إلى أهمية التفرقة بين "التجديد" و"التهجين"، حيث إن الأول مطلوب ومرحّب به، أما الثاني فهو محاولة لطمس الهوية الدينية بدعوى التطوير.