تخرجت من كلية العلوم.. عائشة أول بائعة فسيخ في المنيا: الناس بتجيلي على الريحة

تتشابك حكايات الكفاح مع روائح الأرض الطيبة، تبرز قصة فريدة لفتاة تجاوزت الصورة النمطية، وحولت شهادتها الجامعية إلى وصفة نجاح برائحة الفسيخ والرنجة، "عائشة" خريجة كلية العلوم، لم تعتمد علي شهادتها المعلقة بالجدار، بل آمنت بأن النجاح يصنعه العمل والإصرار، فخطت أولى خطواتها في عالم التجارة بيديها، لتصبح أول فتاة بائعة للفسيخ والرنجة في محافظة المنيا، تجذب الزبائن بـ "ريحة شغل إيديها".
من مقاعد الدراسة إلى معمل التمليح
لم تكن دراسة العلوم هي المحطة الأخيرة في طموحات "عائشة"، فبعد تخرجها، لم تجد ضالتها في الوظيفة التقليدية، ليراودها حلم بإنشاء مشروعها الخاص، يعكس شغفها بالعمل اليدوي وقدرتها على الابتكار، وبإيمان راسخ بأن "البيت ومن صنع إيديا هو الأصل"، قررت أن تخوض تجربة فريدة في عالم صناعة وتجارة الفسيخ والرنجة، وهي مهنة ارتبطت تقليديًا بالرجال في مجتمعها".
الجودة سر الإقبال على منتجات عائشة
لم يكن الأمر سهلًا في البداية، لكن عزيمة عائشة وإتقانها لفن التمليح والتخزين، الذي تعلمته بجهد وممارسة، سرعان ما بدأت تؤتي ثمارها، فسر الصنعة يكمن في الجودة العالية للمنتجات والاهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما جعل لفسيخ ورنجة عائشة رائحة مميزة تجذب الزبائن إليها من كل حدب وصوب، "الناس بتيجيلي على الريحة"، تقول عائشة بابتسامة واثقة، مضيفة: "لما بيكون الشغل نضيف ومن إيدي، الناس بتثق وبتيجي تاني".
فتاة صعيدية تقتحم عالم التجارة بجرأة
لم تلتفت "عائشة"، إلى النظرات المستغربة أو التعليقات التي قد تصدر من البعض في مجتمع قد يرى أن عمل الفتيات في مثل هذه المهن أمر غير تقليدي، بل استمدت قوتها من ثقتها بنفسها ودعم أسرتها، وإيمانها بأن العمل لا يعرف جنسًا، وأن النجاح الحقيقي يكمن في الإصرار على تحقيق الذات من خلال العمل الشريف، وبجرأتها واقتحامها لهذا المجال، أصبحت نموذجًا ملهمًا للفتيات في المنيا، يثبتن أن الإبداع والنجاح لا حدود لهما.
حلم تحقق بعرق الجبين
تحولت زاوية صغيرة في منزل "عائشة"، إلى معمل لإنتاج أشهى أنواع الفسيخ والرنجة، وبفضل جودتها وإقبال الزبائن عليها، بدأت تجارتها تزدهر وتتوسع تدريجيًا، "حلمي كان يبقى عندي شغل خاص بيا، وده اللي قدرت أحققه بفضل ربنا ومجهودي"، تقول" عائشة " بفخر، مؤكدة أن "البيت ومن صنع إيديا هو الأمان والسند الحقيقي".
قصة "عائشة"، ليست مجرد قصة نجاح تجاري، بل هي قصة كفاح وإصرار، وقصة فتاة صعيدية استطاعت بيديها أن تصنع لنفسها ولأسرتها مستقبلًا أفضل، وأن تثبت أن العلم والعمل وجهان لعملة واحدة اسمها النجاح.