فوضى التوكتوك.. مواطنو المنيا يستغيثون من جنون السير عكس الاتجاه وقيادة الصغار

تحولت معظم شوارع محافظة المنيا، وخاصة في المدن والمراكز مثل العدوة، مغاغة، وبني مزار، مطاي، سمالوط، أبو قرقاص، ديرمواس، والقرى الصغيرة إلى ساحة فوضى مرورية بسبب الانتشار المتزايد لمركبات "التوك توك" وسلوكيات قائديها المتهورة، فبدلًا من أن تكون وسيلة نقل مريحة واقتصادية، باتت هذه المركبات الصغيرة مصدرًا دائمًا للازدحام والفوضى والحوادث على الطرق، خاصة مع إصرار سائقيها على السير عكس الاتجاه بشكل شبه دائم، بالإضافة إلى قيادة أطفال وصغار السن لهذه المركبات دون أدنى مسؤولية أو رقابة، وهذا الوضع يثير استياء وغضب الأهالي، ويطرح تساؤلات حول غياب الرقابة وتطبيق القانون.

عكس السير سمة مميزة لـ "التوك توك"
لا يكاد يخلو شارع أو طريق في المنيا من مشهد "توك توك" يسير بعناد في الاتجاه المعاكس لحركة المرور، هذه الظاهرة المتفشية تتسبب في إرباك حركة السير، وتزيد من احتمالية وقوع حوادث خطيرة تهدد حياة المواطنين، سواء كانوا سائقين لمركبات أخرى أو من المشاة، فالسير المفاجئ لـ "التوك توك" في الاتجاه المخالف يعيق حركة السيارات القادمة بشكل صحيح، ويجعل من الصعب على السائقين تفادي الاصطدام، خاصة في الشوارع الضيقة والمزدحمة.
المشكلة لا تقتصر على مخالفة اتجاه السير فحسب، بل تمتد لتشمل ظاهرة أخرى أكثر خطورة، وهي قيادة أطفال وصغار السن لمركبات "التوك توك"، غالبًا ما نشاهد أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم العشرة أو الثانية عشرة وهم يقودون هذه المركبات بتهور وسرعة جنونية، دون أدنى إدراك لمخاطر الطريق أو مسؤولية تجاه الآخرين، وهذا الأمر يعرض حياتهم وحياة باقي مستخدمي الطريق للخطر، ويؤكد على غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية على هؤلاء الأطفال.
استياء وغضب الأهالي ومطالبات بتطبيق القانون
يعبر أهالي المنيا في هذه المراكز والقري التي يتواجد بها مركبات" التوك توك" عن استيائهم الشديد وتذمرهم المتزايد من الفوضى وسلوكيات سائقيها غير المسؤولة، ويطالبون الأجهزة الأمنية وإدارة المرور بتكثيف الحملات المرورية وتطبيق القانون بحزم على المخالفين، ومصادرة مركبات "التوك توك" التي يقودها أطفال أو تسير عكس الاتجاه بشكل متكرر، كما يشدد الأهالي على ضرورة تفعيل دور الرقابة المجتمعية والأسرية لمنع الأطفال من قيادة هذه المركبات حفاظًا على سلامتهم وسلامة الآخرين.

غياب التنظيم والترخيص
يُرجع الكثيرون تفاقم مشكلة "التوك توك" في المنيا إلى غياب التنظيم الفعال لهذه المركبات وعدم تطبيق نظام ترخيص واضح يحدد شروط القيادة وسير هذه المركبات في الطرق، فمع الانتشار العشوائي لـ "التوك توك" وعدم وجود ضوابط صارمة، يستغل العديد من صغار السن والأطفال هذا الفراغ القانوني ويقودون هذه المركبات دون رقيب أو حسيب، مما يزيد من الفوضى المرورية ويهدد سلامة الجميع.
إن فوضى "التوك توك" في المنيا لم تعد مجرد إزعاج مروري، بل أصبحت خطرًا حقيقيًا يهدد حياة المواطنين ويتطلب تدخلًا عاجلًا وحاسمًا من الأجهزة المعنية لتطبيق القانون وفرض الرقابة وتنظيم حركة هذه المركبات، قبل أن تتسبب في المزيد من الحوادث والخسائر الأليمة، فالأهالي يستغيثون من هذا الوضع الذي بات لا يطاق، وينتظرون تحركًا جادًا يعيد الانضباط إلى شوارع هذه المراكز والقري التي يجوب فيها " التوك توك" في المنيا ويحفظ أرواح أبنائها.