عاجل

الحمل في زمن الحرب..نبيل القط يكشف الأسباب النفسية لارتفاع الإنجاب في غزة

الحمل تحت قصف غزة
الحمل تحت قصف غزة

في ظل الظروف المأساوية التي تعيشها العديد من الشعوب تحت وطأة الحروب والنزاعات المسلحة، يبرز تساؤل غير متوقع حول ارتفاع معدلات الخصوبة والإنجاب في المناطق المتأثرة بهذه الأوضاع، خاصة في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة.

هذا ما أكده الدكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، خلال لقائه ببرنامج "الستات ميعرفوش يكدبون"، المذاع على قناة النهار الفضائية، موضحًا أن هناك عوامل نفسية واجتماعية تدفع الشعوب في تلك الظروف للإنجاب بمعدلات مرتفعة، على عكس ما قد يتوقعه البعض.

الحمل وسيلة للنجاة

أوضح الدكتور القط أن ظاهرة ارتفاع الخصوبة في مناطق النزاع ليست جديدة، بل تم رصدها تاريخيًا في عدة أماكن حول العالم، وتُعد غزة تحت القصف حاليًا نموذجًا حيًا لهذه الظاهرة، حيث تُظهر الإحصائيات ارتفاعًا لافتًا في عدد المواليد رغم الحصار والقصف.

ويرى القط أن الحمل والولادة يتحولان إلى شكل من أشكال المقاومة والبقاء، بل وإلى رد فعل نفسي لا واعٍ يعكس تمسك الأفراد بالحياة واستمراريتها، مضيفًا:  "يمكن التفكير في أن الحمل والولادة هما جزء من النجاة، ووسيلة لإثبات القدرة على الحياة في وجه الموت اليومي".

تفسير نفسي لسلوك غريزي

أشار استشاري الطب النفسي إلى أن هذه الظاهرة ترتبط بما يُعرف بـالاستجابة النفسية للتهديد الوجودي، فعندما يشعر الإنسان بأن حياته أو مستقبل مجتمعه مهدد، فإن غريزة البقاء تدفعه إلى التكاثر كوسيلة لتعويض الفاقد وتعزيز الأمل في المستقبل.

وأضاف:"الناس في المناطق المنكوبة قد يجدون في إنجاب الأطفال نوعًا من الاطمئنان الوجودي، وشعورًا بأنهم ما زالوا يتحكمون في مصيرهم ولو جزئيًا".

فروقات في دوافع الإنجاب

واستطرد الدكتور القط في شرحه، مشيرًا إلى أن دوافع الإنجاب تختلف من بيئة لأخرى ومن شخص لآخر، فبينما تفكر بعض السيدات في الإنجاب كرسالة أمل، هناك نساء أخريات يفضلن عدم الإنجاب إطلاقًا خوف من مستقبل غير آمن.

وأكد أن العامل النفسي يلعب دورًا محوريًا في هذا القرار، لافتًا إلى أن البعض قد يفتقر منذ الصغر إلى الشعور بدور الأمومة، في حين أن أخريات يجدن في هذا الدور معنى عميقًا رغم القسوة المحيطة به.

<strong>الدكتور نبيل القط</strong>
الدكتور نبيل القط

دعم نفسي ومجتمعي

وفي ختام حديثه، شدد القط على أهمية توفير دعم نفسي ومجتمعي للنساء في مناطق الصراع، مؤكدًا أن قرار الإنجاب في مثل هذه الظروف يجب ألا يكون مجرد رد فعل تلقائي للصدمة، بل قرارًا واعيًا مبنيًا على بيئة داعمة وظروف صحية سليمة.

كما دعا المؤسسات الإنسانية والمجتمعية إلى الاهتمام بالجوانب النفسية المرتبطة بالخصوبة والإنجاب في مناطق النزاع، باعتبارها جزءًا من استراتيجية دعم صمود المجتمعات المتأثرة بالحروب.

تم نسخ الرابط