فوبيا الأمومة.. لماذا تختار بعض النساء عدم الإنجاب؟.. نبيل القط يجيب

أكد الدكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، أن مفاهيم الأمومة لدى النساء في العصر الحديث تشهد تحولات جوهرية، موضحًا أن بعض النساء لا يشعرن برغبة في الإنجاب، ليس لأسباب صحية أو اجتماعية فحسب، بل أيضًا لدوافع نفسية وفلسفية عميقة.
وأوضح خلال لقائه في برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، المذاع على قناة النهار، أن هناك فئة من النساء ترى أن مستقبل الحياة البشرية يواجه تحديات بيئية واقتصادية خطيرة، مما يدفعهن للاعتقاد بأن إنجاب الأطفال قد لا يكون الخيار الأفضل في ظل ما ينتظر العالم من أزمات.
العلاقة النفسية بالأمومة
وشدد الدكتور القط على أن عدم الرغبة في الإنجاب لا ينبغي أن تُفهم كرفض للمسؤولية أو كنوع من الأنانية، مشيرًا إلى أن بعض النساء لا يمتلكن غريزة الأمومة بالفطرة، وأن هذا لا يقلل من إنسانيتهن أو قيمتهن في المجتمع.
وتابع: "مش كل ست عندها رحم لازم تخلف، لأن الأمومة دور وجداني وعقلي قبل أن تكون وظيفة بيولوجية"، مضيفًا أن الشعور بالأمومة يتكون أحيانًا في سن مبكرة جدًا عند بعض الفتيات، بينما يغيب تمامًا عند أخريات، وهو أمر طبيعي لا يستدعي الوصم أو الانتقاد.
حالة نفسية حقيقية
وأشار الاستشاري النفسي إلى ما يُعرف بـ"فوبيا الأمومة"، وهي حالة من الخوف النفسي العميق من الحمل والولادة وتربية الأطفال. وتظهر هذه الحالة عند عدد من النساء اللواتي يفضلن تجنب تجربة الأمومة بالكامل، خوفًا من الفشل أو فقدان الذات أو المسؤولية المفرطة.
وأوضح أن الخلفيات النفسية والبيئية تلعب دورًا كبيرًا في نشوء هذه الفوبيا، لافتًا إلى أن بعض النساء قد يقررن العزوف عن الأمومة بسبب تجارب سلبية مررن بها في طفولتهن، أو لكونهن شاهدن عنفًا أسريًا أو إهمالًا في تربية الأطفال.
احترام الاختلافات النفسية
ودعا الدكتور نبيل القط إلى ضرورة أن يتحلى المجتمع بالتفهم والتسامح تجاه اختيارات النساء بشأن الإنجاب أو عدمه، مؤكدًا أن هذه القرارات تنبع من اعتبارات شخصية عميقة لا يحق لأحد التدخل فيها.
كما طالب وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية بنشر التوعية حول التعدد النفسي للشخصيات النسائية، وإزالة الصور النمطية التي تحصر دور المرأة فقط في الإنجاب وتربية الأطفال.

اتخاذ قرارات الإنجاب
واختتم الدكتور القط حديثه بالتأكيد على أن الحالة النفسية للمرأة تؤثر بشكل مباشر في رؤيتها لفكرة الأمومة، موضحًا أن الاستقرار النفسي والدعم الاجتماعي يمكن أن يعززا رغبة المرأة في الإنجاب إذا كانت تملك القابلية لذلك، لكن في الوقت ذاته، لا ينبغي الضغط عليها أو التشكيك في أنوثتها لمجرد رفضها لعب هذا الدور.