50 يومًا من إغلاق الاحتلال للمعابر .. غزة تدخل في نفق إنساني مظلم (فيديو)

يشهد قطاع غزة واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، مع مرور أكثر من خمسين يومًا على الإغلاق الكامل للمعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في سلاسل الإمداد الغذائي، وتسبب هذا الوضع في تراجع المخزون الغذائي إلى مستويات متدنية للغاية، تنذر بوقوع مجاعة حقيقية تهدد حياة السكان، لا سيما الأطفال وكبار السن والمرضى.

أسعار تفوق القدرة الشرائية

تشهد الأسواق في قطاع غزة نتيجة هذا الإغلاق، ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، حيث تجاوز سعر كيلو السكر 50 شيكلًا، والدقيق 30 شيكلًا، والباذنجان 30 شيكلًا، فيما بلغ سعر كيلو البندورة أكثر من 20 شيكلًا، ما جعل السلع الأساسية خارج متناول معظم السكان.

غياب الرقابة

بسبب الوضع الأمني والشلل الإداري أدى ذلك إلى غياب الرقابة الحكومية، مما فاقم من الأزمة، حيث تسود الأسواق حالة من الفوضى في التسعير، وتُستغل الأزمة من قبل بعض التجار في رفع الأسعار دون رادع.

لا إنتاج ولا مساعدات 

ويُفاقم الكارثة الاعتماد الكامل لسكان غزة على المساعدات الخارجية، التي توقفت بفعل استمرار الحصار وإغلاق المعابر، ويُذكر أن القطاع يعاني من انعدام شبه تام في الإنتاج المحلي، نتيجة العمليات العسكرية التي استهدفت البنية التحتية الزراعية، خاصة في المناطق التي كانت تمثل سلة غذائية مهمة لغزة.

وتُظهر التقارير الميدانية أن الاحتلال يفرض سيطرته على مساحات زراعية واسعة، ويمنع سكانها من العودة لزراعتها أو إصلاحها، مما يعمق الأزمة ويُفقد القطاع أي أمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

القصف يمنع الحياة

لا تقتصر معاناة السكان على نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، بل تتضاعف بسبب العمليات العسكرية البرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تستهدف مناطق حيوية ومدنية، مما يُعطل أي محاولة لعودة مظاهر الحياة اليومية.

وفي ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي العشوائي، لم تعد الكثير من العائلات قادرة على تأمين وجبة واحدة يوميًا، حيث أصبحت الطوابير أمام الأفران ومراكز التوزيع مشهدًا يوميًا، يختزل واقع المأساة المتفاقمة.

نداء لإنقاذ ما تبقى

المشهد في غزة اليوم لا يحتمل التأجيل أو الانتظار، فكل يوم يمر دون حل، يُقرب آلاف العائلات من شبح المجاعة الكاملة، في ظل عجز داخلي وتجاهل دولي، تتحول غزة تدريجيًا إلى منطقة منكوبة، لا تملك من مقومات الحياة سوى الصبر، ولا من الخيارات سوى الاستغاثة.