دراسة جديدة: أنماط النوم الصحية تقلل خطر دخول المستشفى بسبب العدوى
كشفت دراسة علمية حديثة أن الالتزام بأنماط النوم الصحية قد يُساهم بشكل كبير في تقليل خطر دخول المستشفى بسبب العدوى، الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جنوب الصين الطبية ونُشرت في مجلة الطب النفسي الانتقالي، اعتمدت على تحليل بيانات من البنك الحيوي البريطاني شملت أكثر من 397 ألف مشارك.
النوم الجيد مفتاح لتعزيز المناعة
يساهم النوم في العديد من الوظائف البيولوجية الأساسية، مثل دعم الصحة النفسية والبدنية، تعزيز التركيز، دعم صحة القلب، والمساعدة في تعافي الجسم، وتشير الأبحاث إلى أن النوم المنتظم بمعدل يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يوميًا يساعد في تقوية جهاز المناعة، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المُعدية.
ونظرًا لأن العدوى تُشكل نحو 18.4% من إجمالي الوفيات عالميًا، فإن فهم العوامل المؤثرة فيها، خصوصًا القابلة للتعديل مثل النوم، يُعد من أولويات الصحة العامة.
تحليل شامل لأنماط النوم وخطر العدوى
قام فريق البحث بقيادة "هونغ-مين لي" و"شي-رو تشانغ" بتحليل بيانات طويلة الأمد استمرت لأكثر من 13 عامًا، توثق حالات دخول المستشفى بسبب العدوى المختلفة.
وأظهرت النتائج أن درجات النوم الصحي – التي تشمل النوم الكافي (7-8 ساعات)، النمط الزمني المبكر، عدم المعاناة من الأرق، وعدم النعاس المفرط نهارًا – مرتبطة عكسيًا بخطر الإصابة بالعدوى.
خلال فترة المتابعة، تم تسجيل أكثر من 60 ألف حالة دخول للمستشفى نتيجة الإصابة بعدوى، وتبين أن الأشخاص الذين حافظوا على عادات نوم صحية كانوا أقل عرضة لدخول المستشفى مقارنةً بمن يعانون من اضطرابات النوم أو قصر مدته.
انخفاض خطر الإصابة بالعدوى بنسبة تصل إلى 20%
وفقًا للنتائج، ارتبط كل تحسن بمقدار نقطة واحدة في درجة النوم الصحي بانخفاض خطر الإصابة بالإنتان بنسبة 9%، وانخفاض خطر الإصابة بعدوى الكبد بنسبة 20%.
وتشير الدراسة إلى أنه لو التزم جميع المشاركين بعادات النوم الصحية، لكان من الممكن تجنّب أكثر من 10% من حالات دخول المستشفى المرتبطة بالعدوى.
تأثير أكبر لدى النساء والأشخاص دون الـ65 عامًا
وجد الباحثون أن الفوائد الوقائية لأنماط النوم الصحية كانت أوضح لدى النساء والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، ما يعزز أهمية إدراج النوم كعنصر أساسي في استراتيجيات الوقاية من الأمراض المعدية.
توصيات للصحة العامة
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية تحسين جودة النوم كوسيلة فعالة لتعزيز المناعة وتقليل العبء الصحي الناتج عن العدوى، ومن المتوقع أن تساهم النتائج في تطوير برامج وقائية صحية تعتمد على تعزيز سلوكيات النوم السليمة، إضافة إلى تشجيع الباحثين على استكشاف العلاقة بين النوم والوظائف المناعية بشكل أوسع.
