"جوجل" تحل مسائل معقدة بسرعة فائقة.. تَعرف على شريحة “ويلو” الجديدة

بينما يسعى العالم للتوسع في إمكانيات الذكاء الاصطناعي، تعمل شركة "غوغل" على تطوير حاسوب كمومي جديد، يعتبر من أبرز المشاريع في تاريخها في مدينة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا، يعمل فريق من العلماء التابعين لشركة "ألفابت" على هذا المشروع الطموح الذي سيُحدث ثورة في عالم التكنولوجيا.

الحوسبة الكمومية: تقنيات متطورة في خدمة الذكاء الاصطناعي

قال جوليان كيلي، مدير الأجهزة في قسم "غوغل كوانتوم" للذكاء الاصطناعي، إن "غوغل" تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي مع الحوسبة الكمومية، مما يتيح تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة وفعالية في المستقبل.

التطورات الجديدة في الحوسبة الكمومية

فقد أعلنت "غوغل" أن شريحة كمومية جديدة تحمل اسم "ويلو"، هذه الشريحة تتميز بقدرتها على حل مسائل معقدة بسرعة فائقة، وهي خطوة كبيرة نحو تقليص الأخطاء التي كانت تعاني منها الحواسيب الكمومية السابقة، لافتة إلى إضافة  المزيد من "البتات الكمومية" إلى الشريحة ساهم في تحسين دقتها وتقليل نسبة الأخطاء، مما يفتح آفاقًا واسعة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

أثر الحوسبة الكمومية على الذكاء الاصطناعي

الحوسبة الكمومية ستحل واحدة من أبرز المشكلات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي حاليًا، وهي نقص البيانات عالية الجودة اللازمة لتدريب النماذج المتقدمة، يمكن للحواسيب الكمومية توليد بيانات جديدة ودقيقة، مما يساعد في تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة. مثال على ذلك هو نموذج "AlphaFold" الذي طورته "غوغل ديب مايند" وساهم في فهم هياكل البروتينات. هذا النموذج، الذي يعتمد جزئيًا على البيانات الكمومية، أظهر قدرة كبيرة في تطوير حلول طبية مهمة، وحصد مطوروه جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024.

حوسبة الكم: الحل المستقبلي للذكاء الاصطناعي

الحوسبة الكمومية تعد الخطوة الحاسمة لتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل، بتطوير حواسيب كمومية أكثر قدرة، سيتمكن الباحثون من معالجة البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، ما يساهم في تسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب، الأبحاث العلمية، والعديد من الصناعات الأخرى.

وأضاف جوليان كيلي، أن "غوغل" على بُعد خمس سنوات من تحقيق اختراق علمي حقيقي في هذا المجال، وهو ما سيسهم في تفعيل تطبيقات حاسوبية غير مسبوقة.

التحديات التجارية وكيفية الاستفادة من الحوسبة الكمومية

على الرغم من أن الحوسبة الكمومية قد تبدو بعيدًا عنها في المستقبل القريب، إلا أن "غوغل" تؤمن بأن هذا التقدم سيسهم في تغيير قواعد اللعبة في السوق التجاري، الحوسبة الكمومية ستفتح الباب أمام آفاق تجارية جديدة، حيث ستسهم في تحسين النماذج الذكية، وتوليد بيانات دقيقة، وتحسين حلول الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إليها الشركات والمصانع.

الآفاق المستقبلية: خطوات حاسمة نحو التغيير

بحلول العام 2029، قد نشهد تحولًا كبيرًا في قدرة "غوغل" على تحويل الحوسبة الكمومية إلى مشروع تجاري كبير، هذا الإنجاز سيكون بمثابة انطلاقة نحو عصر جديد من التطبيقات التقنية التي لا يمكن تصورها باستخدام الحواسيب التقليدية، فالحوسبة الكمومية ستعيد تعريف قواعد الذكاء الاصطناعي وفتح مجالات جديدة في الأبحاث العلمية، والتطبيقات الصناعية، والطبية.