عاجل

وثائق سرية تكشف: كيف خطط زوكربيرغ لـ "تحييد" إنستغرام قبل شرائه ؟

مارك زوكربيرغ
مارك زوكربيرغ

احتلت شركة إنستغرام  قلب الأحداث في الأسبوع الأول من محاكمة مكافحة الاحتكار ضد شركة Meta (فيسبوك سابقًا)، حيث كشفت الوثائق المُقدَّمة كيف تعاملت الشركة العملاقة مع التهديد التنافسي الذي مثَّله التطبيق الصاعد مطلع العقد الماضي،  إضافة إلى تأثير نموه السريع على مستقبل فيسبوك.

وتتهم الحكومة الأمريكية Meta بانتهاك قوانين المنافسة عبر شراء شركات منافسة مثل إنستغرام وواتساب، التي كانت تهدد هيمنة فيسبوك في ذلك الوقت. وإذا نجح محامو لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) في إثبات ذلك، فقد تُجبر الحكومة الأمريكية Meta على تفكيك أعمالها وبيع إنستغرام وواتساب بشكل منفصل.

أدلة دامغة حول مخاوف فيسبوك من نمو إنستغرام

خلال المحاكمة، عرضت FTC وثائق تحتوي على رسائل بريد إلكتروني داخلية لفيسبوك، تُظهر مدى قلق التنفيذيين في الشركة من النمو السريع لإنستغرام، وكيف ناقشوا إمكانية شراء التطبيق للحد من تهديده المستقبلي.

كما تكشف الوثائق عن استراتيجيات أخرى كان يفكر فيها التنفيذيون في فيسبوك لمواجهة إنستغرام، منها:نسخ ميزاته وإطلاق تطبيق منافس، شراء التطبيق ثم إيقاف تطويره والتركيز على منتجات فيسبوك الخاصة، وبحسب الحجج التي قدمتها الحكومة، تظهر هذه الرسائل أن فيسبوك اتبع سياسة "إما الشراء أو الدفن" تجاه منافسيه، وهي استراتيجيات ساعدت الشركة على التحول إلى عملاق التواصل الاجتماعي كما هو اليوم.

إنستغرام 
إنستغرام 

قلق مارك زوكربيرغ من نجاح إنستغرام

تُظهر الوثائق رسائل واضحة تعكس مخاوف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك آنذاك، بشأن النمو السريع لإنستغرام، حيث قال مارك : "إنستغرام ينمو بسرعة كبيرة. في أربعة أشهر فقط وصلوا إلى 2 مليون مستخدم و30 ألف عملية تحميل صور يوميًا، هذا كثير، يجب علينا مراقبتهم عن كثب." - فبراير 2011

وكذلك قال: "إذا استمر إنستغرام في الهيمنة على سوق الهواتف المحمولة، أو إذا قامت جوجل بشرائهم، فقد يبدأون في تقديم ميزات تشبه خدماتنا، وإذا أصبح لديهم قاعدة كبيرة من صور المستخدمين، فسيشكل ذلك تهديدًا حقيقيًا لنا." - سبتمبر 2011

وقال: هذا عدد هائل من الأشخاص يستخدمون إنستغرام يوميًا، من طلاب المدارس الثانوية إلى موظفي فيسبوك أنفسهم، ولكنهم لا ينشرون كل صورهم على فيسبوك. هذا يشكل فجوة كبيرة يجب علينا سدها بأي طريقة ممكنة." - فبراير 2012

هل كان الاستحواذ على إنستغرام قرارًا تكتيكيًا لإيقاف نموه؟

إحدى أكثر الوثائق إثارة للجدل تكشف كيف ناقش زوكربيرغ ومديرو فيسبوك إمكانية شراء إنستغرام لضمان عدم نموه ليصبح منافسًا قويًا لفيسبوك، حيث قال أعتقد أنه يجب علينا التفكير في شراء إنستغرام، حتى لو كان السعر 500 مليون دولار. لديهم شيئان لا نملكهما: كاميرا رائعة وشبكة اجتماعية تركز على مشاركة الصور." - فبراير 2012

وقال: "هناك احتمال كبير أن يكون افتراضنا الأولي خاطئًا وأن افتراضهم صحيح – ربما يريد الناس التقاط أفضل الصور أكثر من مشاركتها على فيسبوك." - فبراير 2012

وقال أيضا: "إذا اشترينا إنستغرام، يجب أن نحافظ على تشغيل التطبيق ولكن لا نضيف ميزات جديدة له، ونركز تطوير الميزات المستقبلية على تطبيقاتنا الخاصة." - رسالة داخلية، فبراير 2012

إنستغرام 
إنستغرام 

إلى أين ستقود هذه المحاكمة؟

تعد هذه المحاكمة واحدة من أكبر القضايا المتعلقة بمكافحة الاحتكار في عالم التكنولوجيا، إذ قد تحدد مستقبل الشركات الكبرى في مجال التواصل الاجتماعي.

إذا نجحت لجنة التجارة الفيدرالية في إثبات أن استحواذ Meta على إنستغرام وواتساب كان يهدف إلى القضاء على المنافسة وليس تحسين الخدمات، فقد يكون تفكيك الشركة وفصل تطبيقاتها الكبرى أحد السيناريوهات المطروحة.

تم نسخ الرابط