بريطانيا تشكك في «هدنة بوتين».. وتطالب بوقف شامل لإطلاق النار في أوكرانيا
حثّت الحكومة البريطانية، السبت، روسيا على اتخاذ خطوات جدّية نحو السلام في أوكرانيا، داعية إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار بدلاً من مبادرات مؤقتة "رمزية"، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفًا لإطلاق النار لمدة 30 ساعة بمناسبة عيد القيامة الأرثوذكسي.
وشددت لندن، في بيان صادر عن الخارجية البريطانية، على أن "الإعلان عن وقف إطلاق نار مؤقت لا يُغير شيئًا من الواقع الكارثي على الأرض، ولا يُظهر التزامًا حقيقيًا بإنهاء الحرب"، مشيرة إلى أن روسيا إن كانت جادة في سعيها للسلام، فعليها تنفيذ وقف شامل ودائم لإطلاق النار، لا الاكتفاء بما وصفته بـ"مبادرات رمزية مناسباتية".
وقالت:" إذا كانت روسيا جادة في رغبتها بتحقيق السلام، فلتبرهن على ذلك من خلال وقف إطلاق نار شامل، لا بمجرد إعلان مؤقت في مناسبة دينية، لا يُغير شيئًا على الأرض".
تحركات دبلوماسية متعثرة
يأتي الموقف البريطاني في ظل تصاعد الضغوط الدولية لإحياء مسار المحادثات بين موسكو وكييف، خاصة بعد تحذير الولايات المتحدة من إمكانية انسحابها من جهود الوساطة خلال أيام، ما لم تُظهر الأطراف المتنازعة جدية في وقف العمليات القتالية وتهيئة الأجواء للتفاوض.
ورغم إعلان بوتين عن هدنة قصيرة، إلا أن مراقبين يعتبرونها خطوة دعائية أكثر من كونها تحولًا استراتيجيًا في الموقف الروسي، خصوصًا مع تواصل الضربات المتبادلة في بعض المحاور الشرقية والجنوبية.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع في أوكرانيا اندلع منذ فبراير 2022، حين أطلقت روسيا ما وصفته بـ"عملية عسكرية خاصة"، بينما اعتبرها الغرب غزوًا غير مبرر.
ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب في أطوار معقدة، شملت استخدام الطائرات المسيّرة، وضرب البنية التحتية، وتعبئة عسكرية موسعة من الطرفين، وسط اتهامات متبادلة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
ورغم العقوبات الغربية غير المسبوقة على موسكو، والدعم العسكري المكثف لأوكرانيا من حلف الناتو، لم تثمر الجهود الدولية عن أي اختراق حقيقي على صعيد المفاوضات.
رسالة بريطانيا جاءت واضحة ومباشرة: إنهاء الحرب يتطلب إرادة سياسية، وليس استعراضًا ظرفيًا. ويرى محللون أن الموقف البريطاني يتناغم مع مواقف أوروبية متشددة تجاه روسيا، في ظل التخوف من أن تستخدم موسكو أي هدنة مؤقتة لإعادة ترتيب صفوفها عسكريًا.
