عنف متكرر في "الحزام الأوسط"
مجزرة دامية في قلب نيجيريا.. 56 قتيلاً في هجوم مسلح جديد

في أحدث موجة من أعمال العنف الطائفي والعرقي التي تضرب وسط نيجيريا، قُتل ما لا يقل عن 56 شخصًا إثر هجوم مسلح نفذه مجهولون.
وبحسب ما أفاد به مكتب أحد كبار المسؤولين المحليين لوكالة "فرانس برس"، السبت.، لم تُكشف بعد تفاصيل دقيقة عن الهجوم، كما لم تُعرف هوية المسلحين أو الدافع وراء العملية، لكن تقارير أولية تشير إلى أن الهجوم وقع في إحدى القرى الريفية التابعة لولاية بلاتو أو إحدى الولايات المجاورة الواقعة في منطقة "الحزام الأوسط"، والتي تُعد من أكثر المناطق توترًا في البلاد.
وتشهد نيجيريا، وبشكل خاص ولاياتها الوسطى، تصاعدًا مقلقًا في الهجمات الدموية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة النزاعات المتراكمة بين الرعاة الرحّل والمزارعين المحليين، إلى جانب نشاط جماعات مسلحة خارجة عن القانون.
هذه الاشتباكات غالبًا ما تتخذ طابعًا طائفيًا أو عرقيًا، إذ ينتمي غالبية الرعاة إلى قبائل الفولاني المسلمة، بينما ينتمي المزارعون إلى جماعات مسيحية أو تقليدية، مما يزيد من تعقيد الصراع وتحوله إلى أزمة إنسانية وأمنية مزمنة.
عجز حكومي وقلق دولي
رغم الجهود الحكومية والانتشار العسكري في بعض المناطق المتوترة، فإن الهجمات ما زالت تتكرر، وسط اتهامات للحكومة بالتقصير في حماية السكان المدنيين، وغياب الردع الكافي للجماعات المسلحة.
كما تعرّض الجيش النيجيري لانتقادات واسعة بسبب ضعف التنسيق الأمني وصعوبة الوصول إلى القرى المعزولة، حيث تتم معظم هذه الهجمات.
ويقول محللون إن هذه الأعمال المسلحة تُهدد ليس فقط الاستقرار المحلي، بل تمتد تداعياتها إلى السلم الاجتماعي والاقتصاد الوطني، خصوصًا في بلد يعاني من تعدد الأزمات، مثل التضخم، والبطالة، والإرهاب في الشمال الشرقي بقيادة تنظيم "بوكو حرام" وتنظيم "داعش في غرب إفريقيا".
نداء للعدالة
مع كل هجوم جديد، تتصاعد الدعوات داخل نيجيريا ومن قبل منظمات دولية بضرورة التحرك العاجل لضمان محاسبة المتورطين وتوفير الحماية للمدنيين.
ويؤكد ناشطون أن تكرار المجازر دون محاسبة يشجع على تفشي الإفلات من العقاب، ما يغذي دورة العنف الدموية.
في ظل هذا التصعيد، تبدو نيجيريا أمام اختبار حقيقي: فإما أن تنجح في استعادة الأمن وبسط سلطة القانون في مناطقها الريفية التي تحوّلت إلى ميادين قتل مفتوحة، أو تواجه خطر انزلاق أوسع نحو فوضى دائمة في واحدة من أكثر دول إفريقيا سكانًا وتنوعًا.
وبينما يبقى الصمت الحكومي مسيطرًا، فإن صرخات الضحايا لا تزال تتردد في الأفق، بانتظار من يسمعها.