إحراج دبلوماسي في البيت الأبيض
حرج في حضرة ترامب.. ميلوني تتدخل بعد تعثر مترجمتها أمام الكاميرات

في واقعة أثارت جدلاً واسعًا على منصات التواصل وداخل الأوساط الدبلوماسية، تقدّمت فالنتينا مايوليني روثباخر، مترجمة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، باعتذار علني بعد تعثرها في أداء مهمتها خلال اجتماع رسمي جمع ميلوني بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وبحسب صحيفة “بوليتيكو”، فقد تناول الاجتماع الذي عُقد الخميس الماضي ، ملفات محورية من بينها الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو، والموقف من الحرب في أوكرانيا، وبينما طُلب من مايوليني-روثباخر نقل رد ميلوني على سؤال أحد الصحفيين الإيطاليين، بدت مرتبكة وتوقفت مرارًا أثناء محاولتها الترجمة، مما دفع ميلوني إلى التدخل بنفسها والتحدث مباشرة مع ترامب باللغة الإنجليزية.
وفي حديثها لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، وصفت فالنتينا ما حدث بأنه "أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه مترجم محترف، ونكسة رهيبة"، مشيرة إلى أن الموقف كان محرجًا للغاية، خصوصًا أنه وقع في واحدة من أهم الساحات الدبلوماسية في العالم.
وأكّدت المترجمة أنها لم تتعرض من قبل لموقف مماثل بهذا الحجم من الضغط والارتباك، مضيفة: "أنا آسفة قبل كل شيء لأنني لم أكن مفيدة كما ينبغي في لحظة حرجة"، في اعتراف نادر في الوسط الدبلوماسي.

مقطع مصوّر يثير التفاعل
انتشر مقطع فيديو يوثّق اللحظة المحرجة بسرعة على وسائل التواصل، حيث ظهر ترامب وهو يطلب من المترجمة إيصال رد ميلوني، بينما بدت الأخيرة عاجزة عن الاستمرار في الترجمة، متوقفة أكثر من مرة بينما تبحث في ملاحظاتها، لتتدخل رئيسة الوزراء وتتولى الموقف بحزم.
اللقطة فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول ضغوط العمل الدبلوماسي، وأهمية الاستعداد النفسي واللغوي في المحافل الدولية، كما لاقت تعاطفًا من بعض المترجمين المحترفين الذين وصفوا الحدث بأنه "كابوس كل مترجم".
وفي الوقت الذي تعيش فيه الساحة الدولية حالة من التوترات المتراكمة والتحولات المتسارعة، تبقى التفاصيل الدقيقة في اللقاءات السياسية الكبرى ذات أهمية بالغة، ليس فقط لأنها تُبنى عليها أحيانًا مواقف أو انطباعات، بل لأنها تعكس أيضًا مدى الجاهزية والكفاءة التي تُحيط برؤساء الدول والوفود المرافقة لهم.
ما حدث في البيت الأبيض لم يكن مجرد لحظة ارتباك عابرة، بل مشهد يسلط الضوء على حجم الضغوط الواقعة على الكوادر العاملة خلف الكواليس من مترجمين ومستشارين وخبراء لغة والذين يُطلب منهم أن يؤدوا أدوارًا بالغة الحساسية دون هامش كبير للخطأ.