عاجل

قصة ناقة صالح: معجزة تحولت إلى نقمة بعد كفر قوم ثمود

ناقة صالح
ناقة صالح

في قلب الصحراء العربية، وبين حضارة عظيمة منحها الله القوة والعمران، وقعت أحداث قصة من أعظم قصص القرآن الكريم. إنها قصة نبي الله صالح عليه السلام وقومه ثمود، الذين كفروا بعد أن جاءهم الحق، وقتلوا معجزة إلهية عظيمة تمثّلت في الناقة، لتكون نهايتهم مدمّرة بصيحة من السماء.

دعوة إلى التوحيد ومعارضة شديدة

بدأت القصة حين أرسل الله نبيه صالحًا إلى قوم ثمود، يدعوهم لعبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام. وعلى الرغم من مكانتهم القوية، إذ نحتوا البيوت في الجبال وكانوا أصحاب حضارة، رفضوا الاستجابة، واتهموه بالسحر والجنون.

قال الله تعالى:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء: 141] .. ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء: 142]

طلب معجزة: ناقة تخرج من الصخر

طلب القوم من صالح، عليه السلام، أن يثبت نبوّته بمعجزة غير مسبوقة. فاشترطوا أن يُخرج لهم ناقة عُشَراء من صخرة معينة. فدعا صالح ربه، فاستجاب له، وخرجت الناقة العظيمة من الصخرة، وسط ذهول الجميع.

يقول الله تعالى:﴿ هَـٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِىٓ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 73].

تقسيم الماء وتحذير من الأذى

جعل الله للناقة يومًا تشرب فيه وحدها من بئرهم، واليوم الآخر لبقية القوم. وكانت الناقة تُدِرّ لبنًا كافيًا لجميعهم، فلم يكن لهم عذر. ومع ذلك، تآمر بعضهم على قتلها، وقالوا:" عَقَرُوا۟ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْا۟ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ" [الأعراف: 77].

بعد قتلهم الناقة، حذرهم نبي الله صالح، وقال لهم إن العذاب سيأتيهم بعد ثلاثة أيام، فقال:﴿ تَمَتَّعُوا۟ فِى دَارِكُمْ ثَلَـٰثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ [هود: 65].

وفي اليوم الموعود، أرسل الله عليهم الصيحة والرَّجفة، فهلكوا جميعًا، ولم يبقَ منهم أحد. وكانت نهايتهم درسًا خالدًا لكل من يُكذب بآيات الله.

عبرة وعظة للأمم

قصة ناقة صالح ليست فقط جزءًا من التاريخ، بل هي رسالة مستمرة إلى البشرية: أن الاستكبار على الحق يؤدي للهلاك، وأن من يطلب المعجزات ثم يُكذّب بها، يكون قد أغلق على نفسه باب الرحمة.

قال تعالى:﴿ فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَقَالَ لَهُمۡ صَٰلِحٞ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ﴾ [هود: 65]
﴿فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ﴾ [هود: 67.

تم نسخ الرابط