دار الإفتاء توضح حكم تكرار صلاة الاستخارة حتى تطمئن النفس

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول جواز تكرار صلاة الاستخارة عند الشعور بالحيرة والتردد في اتخاذ قرار مصيري، حيث تساءل السائل: هل يجوز إعادة الاستخارة أكثر من مرة حتى تطمئن النفس للقرار الصحيح؟
الإجابة الشرعية من دار الإفتاء
أكدت دار الإفتاء المصرية في ردها أن تكرار صلاة الاستخارة جائز، ويُمكن إعادتها حتى سبع مرات، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
"يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ."
وأوضحت الدار أنه في حال استمرار التردد وعدم وضوح القرار، فلا حرج من إعادة الاستخارة حتى يشعر المصلي بالارتياح والانشراح تجاه الخيار الذي يميل إليه قلبه.
كما أشارت دار الإفتاء إلى أن التيسير في الأمر يعد علامة على الإذن الإلهي، فإذا كان القرار الذي يميل إليه الشخص يتم بسلاسة ودون عقبات كبيرة، فهذا دليل على أنه الخيار المناسب له وفقًا لما قدره الله.
أما إذا واجه الشخص صعوبة وتعقيدات مستمرة في تحقيق الأمر، فقد يكون ذلك إشارة إلى عدم مناسبته، ومن هنا يأتي دور الاستخارة المتكررة لتوضيح الرؤية بشكل أوضح.
هل يجوز الاكتفاء بالدعاء؟
في بعض الحالات، قد يتعذر أداء صلاة الاستخارة بسبب ظروف خاصة، وهنا أكدت دار الإفتاء أنه يجوز الاكتفاء بالدعاء فقط، كما يمكن تكرار دعاء الاستخارة حتى يشعر الشخص بالراحة تجاه القرار.
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز لمن لا يزال مترددًا بعد صلاة الاستخارة أن يعيدها حتى سبع مرات أو أكثر إذا لزم الأمر، حتى يشعر بالطمأنينة والانشراح الداخلي تجاه القرار الذي يميل إليه قلبه. كما أن التيسير في الأمر يعد علامة على الإذن الإلهي، ويجوز لمن تعذر عليه أداء الصلاة أن يكتفي بتكرار الدعاء.
وتبقى صلاة الاستخارة وسيلة شرعية فعالة للتوجيه الإلهي، تساعد المسلم على اتخاذ قراراته الصحيحة والسليمة بثقة واطمئنان، مستعينًا بالله في كل خطوة من حياته.