عاجل

لأول مرة.. طائرات استطلاع الجيش اللبناني تحلق في جنوب نهر الليطاني

طائرات استطلاع الجيش
طائرات استطلاع الجيش اللبناني تحلق في جنوب نهر الليطاني

في خطوة تحمل دلالات ميدانية واستراتيجية لافتة، رصدت شبكة “RT”، صباح اليوم، تحليقًا منخفضًا لطائرات استطلاع تابعة للجيش اللبناني من نوع "سوبر توكانو" في أجواء مناطق جنوب نهر الليطاني، وصولًا إلى تخوم الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتحديدًا في أجواء بلدة كريات شمونة المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع التوترات الأمنية الأخيرة في الجنوب.

طائرات "سوبر توكانو"

وشمل التحليق الذي تم على علو منخفض مناطق عدة من عمق الجنوب، بينها الزهراني، الغازية، وصيدا، حيث شوهدت طائرة استطلاع أخرى من نوع "سسينا" وهي تجوب الأجواء بشكل لافت. 

وأظهر عدد من الفيديوهات المتداولة على منصات التواصل الطائرتين وهما تحلقان في سماء تلك المناطق، في مشهد غير معتاد أثار انتباه السكان، خاصة في ظل التصعيد الحدودي المستمر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وتعد طائرات "سوبر توكانو" من أبرز طائرات الاستطلاع والهجوم الخفيف لدى الجيش اللبناني، حيث جرى تسليحها وتدريب طواقمها بدعم من الولايات المتحدة ضمن برامج المساعدات العسكرية.

التحليق يأتي بعد نحو شهر من إعلان الجيش اللبناني عن ضبط منصات بدائية الصنع لإطلاق صواريخ شمال نهر الليطاني، فضلًا عن توقيف مجموعة تنتمي إلى خليط لبناني فلسطيني، كانت قد نفذت عمليتي إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في مارس الماضي.

ويُنظر إلى هذا التحرك الجوي بأنه رسالة ميدانية مزدوجة: أولًا، إظهار الجاهزية العسكرية ومتابعة النشاطات المشبوهة على الأرض، وثانيًا، فرض السيادة الجوية في ظل الحذر القائم على الحدود وتنامي التهديدات المحتملة، خاصة مع اتساع رقعة التوترات في جنوب لبنان.

إمبراير تبيع أربع طائرات “A-29 سوبر توكانو” لعميل أفريقي جديد لم يتمّ  الإعلان عنه – SdArabia

توترات أمنية متزايدة

ومنذ اندلاع التصعيد الحدودي بين "حزب الله" وإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة، يشهد جنوب لبنان توترات أمنية متزايدة، خاصة في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، حيث تفرض قرارات مجلس الأمن الدولي، وتحديدًا القرار 1701، قيودًا على أي وجود عسكري أو نشاط مسلح باستثناء الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل".
ويعد نهر الليطاني خطًا فاصلاً لطالما اعتُبر مؤشراً على مناطق النفوذ والحركة العسكرية، حيث يراقب المجتمع الدولي عن كثب أي تحرك عسكري جنوبه.

وفي خضم هذه التطورات، تأتي هذه الخطوة اللافتة من الجيش اللبناني بتحليق طائرات استطلاع تابعة له، في تحرك هو الأول من نوعه منذ سنوات، ما يعكس رغبة المؤسسة العسكرية في فرض رقابتها الجوية ومتابعة التطورات الميدانية، وسط تصاعد التوترات وازدياد احتمالات الانزلاق إلى مواجهات أوسع.

كما تزامن هذا النشاط الجوي مع تكرار عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وهو ما دفع الجيش اللبناني في الأسابيع الماضية إلى تعزيز وجوده في تلك المناطق وضبط منصات إطلاق صواريخ ومشتبه بهم.
ويُنظر إلى هذه الطلعات الجوية الجديدة كجزء من جهود الجيش لتأكيد سيادته ورصد أي أنشطة قد تُعرض الاستقرار الأمني في الجنوب للخطر.

تم نسخ الرابط