فارسين شاهين: إسرائيل ترفض السلام وتسعى للهيمنة الإقليمية |فيديو

قالت الدكتورة فارسين شاهين، وزيرة الدولة لشؤون خارجية فلسطين، إن التصعيد الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية يكشف بوضوح عن أن إسرائيل لا تسعى إلى السلام، بل تمضي في فرض رؤيتها كقوة احتلال، مدعومة بسياسات عدوانية تهدف إلى ترسيخ سيطرتها وتوسيع نفوذها في المنطقة.
وأكدت شاهين، خلال مداخلة هاتفية على تطبيق زووم على قناة القاهرة الاخبارية، أن الاعتداءات الإسرائيلية لا تفرق بين فلسطيني وآخر، بل تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، وتخرق وقف إطلاق النار بشكل ممنهج، بما يكشف نوايا إسرائيل الحقيقية في عدم التوصل إلى تسوية أو تهدئة دائمة.
مخطط إسرائيل الكبرى
وأوضحت الوزيرة أن السلوك العدواني الإسرائيلي يعكس تصورًا أيديولوجيًا عميقًا يتمثل في ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية ترتكز على سردية توراتية تاريخية تسعى من خلالها تل أبيب إلى التوسع في الجغرافيا والهيمنة السياسية على حساب شعوب المنطقة.
وأشارت شاهين إلى أن هذا المشروع يجد دعمًا كبيرًا من الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يترأس واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، مدعومًا بوزراء ينتمون إلى تيارات دينية وقومية متشددة، بالإضافة إلى مستوطنين يمارسون النفوذ السياسي ويؤثرون بشكل مباشر في قرارات الدولة.
القدس الشرقية والضفة
لفتت شاهين إلى أن القدس الشرقية تتعرض لعملية تهويد ممنهجة، في ظل صمت دولي وتخاذل واضح من المؤسسات الأممية، مشيرة إلى أن الضفة الغربية لم تسلم هي الأخرى من البطش والعدوان، حيث تعمل إسرائيل على تغيير التركيبة الديمغرافية وتفكيك المجتمع الفلسطيني من خلال توسعة المستوطنات وفرض القيود على الحركة والبناء.
وقالت:"إسرائيل تُحكم قبضتها على القدس، وتسعى لخلق واقع جديد لا يمكن تغييره مستقبلاً، وهو ما يتعارض مع كل المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة."
نتنياهو يتهرب من المحاسبة
أكدت وزيرة الخارجية الفلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسعى لإنهاء الحرب، بل يستخدمها كغطاء للهروب من المساءلة السياسية والقانونية، لا سيما في ظل وجود قضايا جنائية مرفوعة ضده داخل المحكمة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن نتنياهو يُروج لفكرة "النصر الشامل" كذريعة لإطالة أمد الصراع، وهي استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على شعبيته السياسية المتآكلة، وتجنب مواجهة جماهيرية قد تُسقطه من المشهد السياسي، مضيفة أن إدارته تُغذي الخطاب العدائي وتتجاهل تمامًا دعوات المجتمع الدولي لوقف التصعيد.

دعم دولي للإفلات من العقاب
اختتمت شاهين حديثها بتأكيد أن إسرائيل تمارس عدوانها تحت غطاء دولي يسمح بالإفلات من العقاب، مستفيدة من مواقف بعض القوى الكبرى التي توفر لها الحماية السياسية والدبلوماسية في المحافل الدولية، خصوصًا داخل مجلس الأمن.
وشددت على أن غياب العدالة الدولية يشجع إسرائيل على مواصلة خروقاتها، مطالبة المجتمع الدولي بـ"التحرك الجاد" لوقف الانتهاكات المتكررة، وإعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدًا ومتمسكًا بحقوقه المشروعة مهما طال الزمن.