محسن أبو النور: مفاوضات إيران مع واشنطن تعكس تحولًا في نهجها الدولي

قال الدكتور محمد محسن أبو النور، خبير السياسات الدولية، إن ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية، إلى جانب الدراسات الصادرة عن مراكز الفكر الرسمية التابعة لرئاسة الجمهورية، يؤكد وجود تحوّل جذري في السياسة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة، يظهر بوضوح سواء في التصريحات المباشرة أو ما بين السطور.
السياسة الإيرانية
وأوضح أبو النور، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن قبول طهران خوض محادثات مع واشنطن، رغم التاريخ الطويل من العداء والعقوبات المؤلمة، يعكس تغيرًا لافتًا في العقلية السياسية الإيرانية، وقد يشير إلى مراجعة شاملة في طريقة تعاملها مع المجتمع الدولي.

وأضاف أن اللقاء المرتقب، سواء تم بصورة مباشرة أو عبر وسطاء مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، يُظهر رغبة إيرانية واضحة في إعادة رسم دورها الإقليمي والدولي بما يتماشى مع التحولات السياسية والاقتصادية الجديدة في المنطقة والعالم.
منذ سنوات، يشكل البرنامج النووي الإيراني نقطة خلاف حادة بين الولايات المتحدة وإيران. وعلى الرغم من توقيع اتفاقية "خطة العمل الشاملة المشتركة" الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، فإن التوترات تجددت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب.
الأنشطة النووية الإيرانية
ومع تصاعد الأنشطة النووية الإيرانية، تبادل الطرفان التهديدات، حيث ألمح ترامب في أكثر من مناسبة إلى إمكانية شن هجوم عسكري على إيران إذا استمرت في تطوير قدراتها النووية، حيث أضافت تلك التصريحات مزيدًا من الغموض والقلق حول مستقبل العلاقات بين البلدين، ويبقى السؤال الأهم هل ستقدم الولايات المتحدة على شن هجوم عسكري ضد إيران؟.
يرى الدكتور طارق زياد وهبي، الباحث في العلاقات الدولية، أن الخيار العسكري ضد إيران مطروح بالفعل، لا سيما عبر تنسيق محتمل بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكنه يستبعد أن يحل هذا السيناريو معظم الهواجس الأمريكية تجاه طهران.
وأوضح وهبي في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن جوهر الأزمة يكمن في رفض إيران التخلي عن مشروعها النووي، إضافة إلى استمرار تدخلها في شؤون المنطقة العربية، وهو ما يشكل عقبة كبرى أمام أي اتفاق.