حسين هريدي: حماس وإسرائيل يؤجلان قرار التسوية بسبب الملف الإيراني الأمريكي

أشار حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، للتطورات الأخيرة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مُسلطًا الضوء على التداعيات الاستراتيجية والسياسية للمشهد، ومُحذرًا من استمرار التدهور الإنساني في ظل صمت دولي مُريب.
و أوضح هريدي خلال مداخلة هاتفية لقناة "أكسترا نيوز " أن إسرائيل سيطرت على ما بين 30% إلى 50% من أراضي القطاع، مع نزوح أكثر من نصف مليون فلسطيني، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس "استراتيجية ممنهجة لتفتيت غزة جُغرافيًا وسياسيًا" موضحاً أن الخطة الإسرائيلية، التي أُعلنت في 2 أبريل الماضي، تقوم على تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق (الشمال، الوسط، الجنوب)، مع تدمير مُمنهج للمباني في رفح وإعلان 75 مربعًا كمنطقة عازلة، ما يُهدد بتهجير جماعي جديد.
و ربط بين تصعيد إسرائيل العسكري وانشغال الإدارة الأمريكية بالملف النووي الإيراني، قائلًا: "إسرائيل تستغل انشغال واشنطن بالمفاوضات مع طهران لتنفيذ أجندتها في غزة"مشيراً أن المباحثات الأمريكية الإيرانية، التي شهدت جولتها الأولى في مسقط والثانية في روما، "أعطت تل أبيب غطاءً لمواصلة القتل دون ضغوط دولية حقيقية"
من ناحية أخرى، انتقد هريدي موقف حركة حماس، واصفًا إياه بـ"المراوغة"، بسبب تمسكها بشعار "المقاومة حق والسلاح خط أحمر"، رغم تدهور الأوضاع الإنسانية،موكدًا أن ارتباط الحركة التاريخي بإيران يجعلها "عُرضة لاستغلال الصراعات الإقليمية"، مما يُعيق أي حل سياسي.
تابع قائلاً :من يتحدث باسم الشعب الفلسطيني؟ حماس أم السلطة الوطنية أم منظمة التحرير؟"، مشددًا على أن انقسام الداخل الفلسطيني يُعمق الأزمة.
الضمّ الصامت للضفة
و وضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ، أن الضم التدريجي للضفة الغربية "يسير بوتيرة أسرع مما يتصور البعض"، بينما يقتصر رد المجتمع الدولي على "إدانات لفظية"،معلقاً على الموقف الأوروبي "أوروبا مشغولة بالحرب الأوكرانية والحرب التجارية مع أمريكا، وغزة ليست أولويتها"
و اختتم حديثه بدعوة العالم العربي والفلسطينيين إلى "تحمل المسؤولية التاريخية"، مُطالبًا بوقف الانقسامات ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات،قائلاً:"لا يمكن انتظار حل من المجتمع الدولي بينما الدماء تُسفك كل يوم"
في سياق سابق : شدد "هريدي" على أن الحرب الثالثة هي حرب مفتوحة أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس فقط على الفلسطينيين، وإنما على الشرق الأوسط أجمع، وهذه الحرب لها أسبابها، منها التاريخية والأخرى العقائدية، وأسباب آنية.
ولفت السفير حسين هريدي، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى هو والائتلاف الحاكم أن مايحدث الآن من ناحية يمنع عنه المسائلة عن مسؤوليته السياسية والقانونية لأحداث السابع من أكتوبر، ومن ناحية أُخرى يؤجل صدورأي أحكام قضائية ضده في 3 قضايا فساد متورط فيها.