عاجل

عادات وعبادات شهر شعبان بين السنة والبدعة .. كيف تميّز الصحيح منها؟

شهر شعبان
شهر شعبان

يُعد شهر شعبان من الأشهر الفضيلة التي تسبق رمضان، فيجتهد المسلمون فيه بالطاعات والتقرب إلى الله. لكن وسط هذا الحرص، قد تختلط بعض العادات بالعبادات، مما يطرح سؤالًا مهمًا: كيف نفرّق بين السنة والبدعة في شعبان؟

فضل شهر شعبان في السنة النبوية

جاءت في السنة النبوية أدلة واضحة على استحباب الإكثار من العبادة في شعبان، ومن ذلك:

الإكثار من الصيام: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان" (رواه البخاري ومسلم).

رفع الأعمال: عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم" (رواه النسائي).

كيف نميّز بين السنة والبدعة في شهر شعبان؟

1.الرجوع إلى النصوص الشرعية

العبادة الصحيحة هي التي لها دليل ثابت في القرآن أو السنة، أما إذا لم يكن لها أصل شرعي، فهي بدعة محدثة.

2.التحقق من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

إذا لم يثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم أو الصحابة قاموا بعبادة معينة في شعبان، فلا يجوز ابتداعها. فالعبادات قائمة على التوقيف، وليس الابتكار.

3.عدم تخصيص ليلة النصف من شعبان بعبادات معينة

لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام أو دعاء أو احتفال خاص.

4.عدم اختراع أذكار أو صلوات جديدة

بعض الناس يعتقدون أن هناك صلاة مخصوصة تُسمّى "صلاة النصف من شعبان"، وهي بدعة لا أصل لها في السنة.

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة تخصيص أدعية معينة في هذه الليلة.

5.الفرق بين الصيام المشروع والصيام البدعي

السنة: الإكثار من الصيام في شعبان دون تحديد أيام معينة.

البدعة: صيام يوم النصف من شعبان على أنه واجب أو أن له فضلًا خاصًا دون دليل.

أمثلة على العبادات الصحيحة في شهر شعبان

-الصيام بدون تخصيص يوم معين.

-الإكثار من قراءة القرآن والتوبة.

-قيام الليل كسُنة عامة دون تخصيص ليلة معينة.

البدع الشائعة في شهر شعبان

-الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان بعبادات مخصصة.

-تخصيص أدعية وأذكار غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

-صلاة "ألفية" أو "الرغائب" التي لم تثبت في السنة.

التمييز بين السنة والبدعة في شعبان يحفظ للمسلم عبادته صحيحة وخالصة لوجه الله. فالتقرب إلى الله يكون بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، دون زيادة أو نقصان. لذا، ينبغي للمسلم أن يتحرى صحة العبادات ويبتعد عن الممارسات التي لم ترد في الشرع.

تم نسخ الرابط