فضل ختم القرآن في شعبان وحكم هجره وأهميته في استقبال شهر رمضان

شهر شعبان، تُرفع فيه الأعمال إلى الله ويُستحب فيه الإكثار من العبادات والطاعات، ومن أبرز العبادات التي يحرص عليها المسلمون ختم القرآن الكريم، لما له من فضل عظيم وأجر مضاعف، واستعدادًا لشهر رمضان.

فضل ختم القرآن في شعبان

أكدت دار الإفتاء أن ختم القرآن في شهر شعبان من العبادات المستحبة التي كان يحرص عليها السلف الصالح، لما فيها من بركة واستعداد نفسي وروحي لشهر رمضان. ومن أبرز فضائل ختم القرآن في شعبان:

التهيئة لشهر رمضان، حيث كان الصحابة والتابعون يكثرون من تلاوة القرآن في شعبان ليكونوا في أفضل حال عند دخول رمضان.

اغتنام رفع الأعمال، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ذاك شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم" (رواه النسائي).

الاقتداء بالسنة النبوية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام والعبادات في شعبان، مما يدل على أهمية مضاعفة الطاعات، وعلى رأسها تلاوة القرآن الكريم.

كما أن قراءة القرآن فيها أجر عظيم، ويتضاعف هذا الأجر عند ختمه بنية التقرب إلى الله والاستعداد لشهر الطاعات.

الإكثار من تلاوة القرآن يُعين المسلم على تدبر معانيه وزيادة الخشوع.

ثواب قراءة وحفظ القرآن

قالت دار الإفتاء إن فضل القرآن لا يقتصر على ختمه فقط، بل إن قراءته وحفظه من العبادات العظيمة التي ترفع منزلة المؤمن في الدنيا والآخرة، وتشفع له يوم القيامة.

فضل قراءة القرآن

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه الترمذي).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" (رواه أبو داود).

و قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" (رواه مسلم).

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ الله، يتلون كتابَ الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" (رواه مسلم).

فضل حفظ القرآن

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين" (رواه مسلم).

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيُلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيُقال له: اقرأ وارقَ، ويُزاد بكل آية حسنة" (رواه الترمذي).

النجاة من النار، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق" (رواه أحمد)، أي أن حافظ القرآن محفوظ من النار بفضل الله.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وعمل به أُلبس والداه تاجًا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا" (رواه أبو داود).

أهمية العمل بالقرآن

أكدت دار الإفتاء أنه لا يكفي مجرد تلاوة القرآن أو الحفظ، بل لا بد من التدبر والتطبيق في الحياة اليومية، حيث قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ﴾ (فاطر: 29).

حكم هجر القرآن الكريم

قالت دار الإفتاء إن هجر القرآن من الأمور التي حذَّر منها النبي، وذُكر في القرآن الكريم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا﴾ (الفرقان: 30).

أنواع هجر القرآن

هجر التلاوة والاستماع، هجر العمل به وعدم تطبيق تعاليمه في الحياة اليومية، وعدم الاعتماد على القرآن في الأحكام والفصل بين الناس، هجر التدبر والفهم، عدم اللجوء إليه كوسيلة للشفاء الروحي والنفسي.

آثار هجر القرآن

قسوة القلب وغياب الطمأنينة.

انتشار الفتن والمعاصي في المجتمع.

الحرمان من نور الهداية والبركة في الحياة.

كيف نتجنب هجر القرآن؟

المداومة على تلاوته وحفظه.

التدبر في معانيه وتفسيره.

العمل بما جاء فيه والسير على نهجه.

تعليمه ونشره بين الناس.