عاجل

دراسة أمريكية جديدة : النساء يربحن السباق الصحي أمام الرجال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن النساء يحققن فوائد صحية أكبر من الرجال عند ممارسة النشاط البدني، حتى وإن كانت ممارستهن أقل انتظامًا أو شدة. الدراسة التي نُشرت في مجلة "الكلية الأمريكية لأمراض القلب"، اعتمدت على تحليل شامل لبيانات أكثر من 412 ألف شخص على مدار عشرين عامًا، وركّزت على العلاقة بين النشاط البدني ومعدلات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب وأسباب أخرى.

 

 النساء يتفوقن بجهد أقل

 

واحدة من أبرز النتائج اللافتة التي خلصت إليها الدراسة، هي أن النساء اللواتي يلتزمن بمستويات معتدلة من التمارين الرياضية يجنين فوائد صحية تعادل أو حتى تفوق تلك التي يحققها الرجال، رغم أنهن يقمن بجهد أقل. فمثلًا، ممارسة المرأة لتمارين رفع الأثقال مرة واحدة أسبوعيًا فقط، قد تؤدي إلى تقليل خطر الوفاة لديها بنفس النسبة التي يحققها الرجل عند ممارسة التمرين ذاته ثلاث مرات أسبوعيًا.

 

أما النساء اللواتي يمارسن الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا، فهنّ يتمتعن بفوائد صحية مضاعفة مقارنة بالرجال، ما يشير إلى أن جسم المرأة قد يتجاوب مع التمارين الرياضية بشكل أكثر كفاءة وتأثيرًا. هذه النتائج تُسلّط الضوء على القوة الكامنة في جسد المرأة وقدرته الفريدة على التكيف مع النشاط البدني وتحويله إلى عائد صحي ملموس، حتى إن كان في حدود محدودة من الوقت أو الجهد.

 

اللياقة النسائية في مواجهة التحديات اليومية

 

ورغم هذه النتائج المشجعة، إلا أن الدراسة لفتت إلى أن النساء ما زلن، في المتوسط، أقل التزامًا بممارسة الرياضة مقارنة بالرجال. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب تتعلق بطبيعة الأدوار الاجتماعية وضغوط العمل والمهام المنزلية، بالإضافة إلى المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول اللياقة النسائية، والتي كثيرًا ما تربط الرياضة بصورة الجسد المثالي أو النحافة المفرطة، بدلاً من ربطها بالصحة العامة والرفاهية النفسية.

 

دعوة لإعادة التفكير في نمط الحياة

 

الدراسة قدّمت رسالة بالغة الأهمية للنساء: ليس من الضروري ممارسة الرياضة بصورة مكثفة أو الالتزام بجدول تدريبي صارم من أجل جني فوائد صحية حقيقية. بل يكفي دمج بعض الأنشطة البسيطة والمنتظمة في الحياة اليومية – مثل المشي، أو التمارين المنزلية، أو حتى رفع الأوزان الخفيفة – للحصول على نتائج مذهلة وطويلة الأمد.

 

في زمنٍ تتضارب فيه النصائح حول أفضل طرق الحفاظ على الصحة واللياقة، تبدو هذه الدراسة كمنارة توجيهية للنساء، تؤكد أن القليل من الجهد قد يُثمر كثيرًا من النتائج. إنها دعوة لإعادة تقييم الأولويات، ومنح النشاط البدني مكانة أعلى في جدول الحياة اليومية.

 

هل تكون بداية جديدة؟

 

ربما تشكل هذه الدراسة نقطة انطلاق جديدة للعديد من النساء اللواتي يعانين من ضيق الوقت أو قلة الحافز. فقد حان الوقت لفهم أن أجساد النساء لا تحتاج إلى المبالغة في التمارين لتحصد فوائد كبيرة، وأن الحركة – أياً كان نوعها – تظل دائمًا خيارًا أفضل من الجمود.

 

وفي عالم يزداد انشغالاً، تبقى الرياضة وسيلة بسيطة ومباشرة لتحسين جودة الحياة، لا سيما للنساء اللواتي يحملن أعباء كثيرة على كاهلهن. ولعل هذه النتائج تمثل رسالة تحفيزية لبدء رحلة صحية جديدة، عنوانها "القوة في البساطة، والعافية في الخطوة الأولى".

تم نسخ الرابط