فوائد خاصة للرجال.. دراسة تكشف دور الكافيين في تعزيز القوة البدنية

في عالم اللياقة البدنية، حيث يسعى الرياضيون باستمرار لتحسين أدائهم وتحقيق نتائج أفضل، تأتي القهوة وتحديدًا الكافيين بداخلها لتثبت من جديد أنها أكثر من مجرد مشروب صباحي. دراسة علمية حديثة، نُشرت في مجلة Chronobiology International، سلّطت الضوء على التأثير الإيجابي للكافيين في تعزيز الأداء البدني للرجال الرياضيين، بغض النظر عن توقيت ممارسة التمرين أو النمط البيولوجي للجسم.
تجربة لفهم العلاقة بين الكافيين والتوقيت الحيوي
اعتمدت الدراسة على مجموعة من 17 شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، جميعهم من ممارسي تمارين القوة بانتظام. تم تصنيف المشاركين إلى فئتين: "صباحيون" و"مسائيون"، استنادًا إلى استبيان متخصص يحدّد توقيت النشاط الحيوي الطبيعي لكل منهم.
وباستخدام تصميم بحثي صارم (مزدوج التعمية وعشوائي)، خضع كل مشارك لأربع جلسات تجريبية في ظروف مختلفة: تناول قهوة تحتوي على الكافيين في الصباح، وأخرى في المساء، بالإضافة إلى قهوة منزوعة الكافيين في الوقتين نفسيهما. تم ضبط الجرعة بدقة، لتبلغ 3 ملغم من الكافيين لكل كغم من وزن الجسم — ما يعادل نحو 210 ملغم لشخص وزنه 70 كغم.

أداء بدني أفضل دون تأثير على القدرات الذهنية
كشفت نتائج الدراسة عن تحسّن كبير في عدة مؤشرات للأداء البدني، أبرزها قوة القبضة، وقوة عضلات الظهر، والقدرة على أداء تمارين العدو باستخدام الدراجة الثابتة (اختبار Wingate). والأهم من ذلك، أن هذا التحسّن لم يكن مقصورًا على وقت محدد من اليوم؛ فقد استفاد المشاركون من تأثير الكافيين سواء في الصباح أو المساء، بشرط أن يتماشى وقت تناوله مع نمطهم الحيوي الطبيعي.
رغم ذلك، لم يظهر الكافيين تأثيرًا واضحًا على الأداء المعرفي، مثل سرعة رد الفعل البصري، كما لم يُسجل المشاركون تغيرًا يُذكر في شعورهم بالإجهاد أثناء التمرين، وهو ما يعزز فرضية أن الكافيين يعزز الأداء البدني دون تحميل الجسم مزيدًا من الضغط الذهني أو البدني.
الكافيين كأداة رياضية فعالة
تُعد هذه النتائج مؤشرًا واعدًا على إمكانية دمج الكافيين ضمن الاستراتيجيات الطبيعية لتحسين الأداء الرياضي، دون الحاجة للتقيّد بتوقيت معين أو تعديل نمط حياة الرياضي. ومع أن الدراسة اقتصرت على الذكور، إلا أنها تمهّد الطريق لأبحاث موسعة تشمل الإناث، وتراعي التباينات الفردية في استجابة الجسم للكافيين، مثل الفروق الجينية ومعدل الاستقلاب.
كما يدعو الباحثون إلى توسيع نطاق الدراسات لتشمل أشكالًا متعددة من مصادر الكافيين، وتقييم تأثيره على وظائف معرفية أخرى، وهو ما قد يُحدث تحولًا في كيفية استخدام الكافيين بشكل علمي ومدروس في المجال الرياضي.
إذا كنت من محبي القهوة ومن ممارسي التمارين الرياضية، فإن كوبًا من القهوة قد يكون أكثر من مجرد متعة صباحية. فبحسب هذه الدراسة، الكافيين قد يكون حليفك الجديد في تعزيز الأداء البدني، دون أن يشترط وقتًا معينًا، فقط انسجم مع إيقاع جسدك، ودع الكافيين يقوم بالباقي .