عاجل

تهديدات واستهداف حريات.. صحف عالمية: أمريكا على مفترق طرق تحت قيادة ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ناقشت مجموعة من المقالات المنشورة حديثاً في صحف أمريكية ودولية بارزة تساؤلات عميقة حول مستقبل الولايات المتحدة، في ظل تحولات داخلية مقلقة وصعود قوى بديلة على الساحة الدولية.

وتأتي من أبرز هذه المقالات، تحليل للكاتب نيكولاس كريستوف في صحيفة «The New York Times»، يرسم فيه صورة قاتمة عن واقع الديمقراطية الأمريكية، ويدق ناقوس الخطر إزاء ما يصفه بأنه "تهديد داخلي غير مسبوق" يأتي من داخل البيت الأبيض.

تهديدات داخلية للدستور والمجتمع المدني

يعتبر كريستوف أن سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل انحرافًا خطيرًا عن المبادئ الدستورية، ويقارن ما يحدث في بلاده اليوم بأزمات كبرى سابقة كالحرب الأهلية والكساد الكبير، غير أن الخطر الحالي – وفقًا له – لا يأتي من الخارج بل من رأس السلطة التنفيذية.

ويستعرض الكاتب قضية المواطن المُبعد كيلمير أبريجو جارسيا، الذي رحّلته السلطات رغم قرار قضائي بمنع ذلك، مشيرًا إلى أن واشنطن تموّل مراكز احتجاز في السلفادور تضم مبعدين بشكل مثير للجدل، واصفًا ذلك بأنه دليل على تفكك منظومة سيادة القانون.

استهداف الحريات الأكاديمية

يمضي كريستوف في المقارنة بين سياسات ترامب وما عرفه من أنظمة استبدادية خلال عمله الصحفي، منتقدًا قرار الإدارة تجميد تمويلات بحثية بمليارات الدولارات، ما يهدد جهود علاج أمراض كبرى. ويعتبر أن هذه الخطوات تمثل تخريبًا متعمدًا للبنية العلمية، ويختم بالتحذير من أن "اختبار الدفاع عن أمريكا العظيمة بات يتطلب مواجهة رئيسها".

استهداف سياسي للطلاب والنشطاء

من جهته، يسلّط الباحث شادي حامد في «The Washington Post» الضوء على نمط متصاعد من استهداف الطلاب والنشطاء بسبب مواقفهم السياسية، خصوصًا المؤيدين للقضية الفلسطينية. ويستعرض عدة حالات، من بينها اعتقال طالبة دولية من جامعة تافتس، ومقيم دائم في كولومبيا، رغم عدم وجود اتهامات جنائية واضحة.

ويحذر حامد من أن حرية التعبير باتت مهددة إذا لم يكن المرء مواطنًا، معتبرًا أن ممارسات الإدارة الحالية تمثل تحذيرًا مبكرًا من مستقبل أكثر تقييدًا للحريات.

تراجع النظام الليبرالي وصعود البدائل الآسيوية

في سياق متصل، تتناول الكاتبة كريستين لوه في «South China Morning Post» التغيرات في بنية النظام العالمي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة – الدولة التي أنشأت النظام الليبرالي بعد الحرب العالمية الثانية – أصبحت اليوم من أبرز أسباب تفككه.

وترى لوه أن السياسات الأمريكية الجديدة، التي تتبنى مبدأ "صنع في أمريكا" وتركز على الأمن والسيادة الاقتصادية، تبتعد عن فلسفة الأسواق المفتوحة، وتفتح المجال لصعود تكتلات بديلة مثل مجموعة "بريكس".

وتشير إلى أن هذه المجموعة بدأت تبني مؤسسات اقتصادية ومالية خاصة بها، وتعمل على تقليل الاعتماد على الدولار، ما يشكل تحدياً للهيمنة الأمريكية، في عالم يتجه نحو قواعد متباينة وتكامل اقتصادي مجزأ.

تم نسخ الرابط