نتنياهو وخط النهاية
مسؤول بالموساد: «نتنياهو سيُجبر على قبول المرحلة الثانية من المفاوضات»

صرح رامي إيجرا، الرئيس السابق لوحدة الرهائن والمفقودين في جهاز الموساد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيُجبر في نهاية المطاف على الموافقة على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم معارضته لها.
وفي مقابلة أجراها مع إذاعة "103 إف إم" ونقلته صحيفة المونيتور، وصف إيجرا الاقتراح الإسرائيلي الأخير لتبادل الأسرى مع حركة حماس بأنه "أصعب اقتراح قُدم على الإطلاق" للحركة، مؤكداً أن حماس "لن تقبل به".
مسؤول في الموساد: لا خيار أمام نتنياهو
أوضح مسؤول الموساد السابق، أن الاقتراح يتضمن بنودًا لا يمكن أن توافق عليها الحركة، منها نزع السلاح والترتيبات المتعلقة بـ"اليوم التالي"، وهو ما يتعارض جذريًا مع أهداف حماس وسعيها للبقاء.
وأضاف أن السؤال الأهم، الذي يمكن من خلاله فهم طبيعة الموقف الإسرائيلي، هو: "لماذا تقدمت إسرائيل بهذا الاقتراح، وهي تدرك أن أحداً لن يوافق عليه؟". وتابع قائلاً: "لقد أُدرجت في الاقتراح قضايا شديدة الحساسية، مثل نزع السلاح وترتيبات اليوم التالي، في حين أن حماس لم تُبدِ منذ البداية أي استعداد للتخلي عن سلطتها في غزة، وبالتالي لن تقبل بهذا الطرح".

ويرى إيجرا، إن السبب الحقيقي وراء تقديم هذا الاقتراح يعود إلى إدراك نتنياهو، أن الوقت لا ينفد من أجل استعادة الجنود الأسرى فحسب، بل ينفد بالنسبة له شخصيًا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحفي الذي شهد تهميشًا لنتنياهو، قال بوضوح إن "الحرب يجب أن تنتهي، وستنتهي بسرعة".
ترامب وزيارته إلى السعودية
كما لفت إيجرا إلى الأهمية الكبرى لزيارة ترامب، المرتقبة إلى السعودية، والتي تسعى إلى استثمار 1.3 تريليون دولار في الولايات المتحدة، لكنها تربط ذلك بتحقيق تقدم في مسار إقامة دولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأردف قائلًا: "في ظل هذه المعطيات، يبدو من الواضح أن نتنياهو، كما أُجبر على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، سيُجبر أيضًا على تنفيذ المرحلة الثانية، والتي تتضمن تطبيق الحل المصري القائم على تشكيل لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة".
وأضاف: "لقد خسرنا المعركة، ولم يعد لدينا خيار آخر". وأكد أن الوضع يسير بسرعة نحو مواجهة مع إيران، وأن نتنياهو بدأ يستخدم عبارات مثل "تفكيك ما حدث في ليبيا"، لكن الأمريكيين لم يعودوا يصغون إليه.
وتابع إيجرا انتقاده لنتنياهو، قائلًا: "يجب أن نعترف أن نتنياهو أوصل إسرائيل إلى هذه المرحلة دون أن يضع بديلًا فعليًا لحكم حماس في غزة، لقد أضاع عامًا ونصف العام بسبب تخوفه من هذا الحل نتيجة حساباته مع شركائه السياسيين".

وأشار إلى أن القرار النهائي أصبح بيد الأمريكيين، وأن ترامب، رغم انشغالاته العديدة، يسعى لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة مثل الفوز بجائزة نوبل للسلام وإتمام اتفاق تطبيع مع السعودية، بينما يطمح نتنياهو فقط إلى البقاء في السلطة، وهو أمر يزداد صعوبة عليه.
واختتم إيجرا حديثه بتشبيه موقف نتنياهو قائلًا: "فكروا كيف غادر المجر متوجهًا إلى لقاء ترامب، ثم كيف عاد منها وكأنه طفل تعرض للتوبيخ والضرب".