عاجل

علي جمعة: 95% من المسلمين متفقون في الأصول العقائدية (فيديو)

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

في تناول علمي عميق لتاريخ المذاهب العقدية في الإسلام، أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن مصطلح "أهل السنة والجماعة" يشمل ثلاث مدارس رئيسية: الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث ممن التزموا بالمنهج العلمي في التعامل مع النصوص، مشددًا على أن هذه المدارس لم تخرج عن أصول العقيدة الإسلامية، وأن الخلافات بينها محدودة ومحكومة بمنهج علمي رصين.

جاء ذلك خلال ظهوره في حلقة بودكاست "مع نور" المذاعة على قناة "الناس"، حيث قدّم شرحًا تفصيليًا عن معنى الانتماء إلى أهل السنة والجماعة، وتاريخ المدارس العقدية، ومساحة الاتفاق والخلاف في مسائل العقيدة الإسلامية.

العقيدة أساس الانتماء

استهل الدكتور جمعة حديثه بتوضيح أن الانتماء إلى أهل السنة والجماعة يعني اتباع مذهب عقدي يقوم على أسس علمية دقيقة في التعامل مع قضايا العقيدة، قائلاً:"هذه الطائفة أجابت عن نحو 1500 مسألة عقدية تتعلق بالإلهيات، والنبوات، والسمعيات، مستخدمة منهجًا علميًا يجمع بين المنقول (الكتاب والسنة) والمعقول".

وأضاف أن هذه المسائل تضبطها قرابة 250 مصطلحًا عقديًا، شكّلت قاعدة علمية لعقيدة أهل السنة، وعُرفت بأسماء مثل: "علم التوحيد"، "علم الكلام"، و"أصول الدين"، وهي كلها أسماء لعلم واحد يهتم ببناء الإيمان وتصحيحه.

مدارس أهل السنة الثلاث

أوضح الدكتور جمعة أن المدارس الثلاث التي تنتمي لأهل السنة هي: "الأشاعرة المنسوبون للإمام أبي الحسن الأشعري، الماتريدية أتباع الإمام أبي منصور الماتريدي، أهل الحديث الذين أولوا اهتمامًا بالغًا بتتبع الحديث النبوي وتعاملوا معه بمنهج علمي".

وأشار إلى أن الخلافات بين هذه المدارس لا تمس جوهر العقيدة، بل تنحصر في بعض الفروع، مثل مسألة رؤية الله في الآخرة، أو حدود العصمة النبوية، وهي اختلافات يمكن وصفها بوجهات نظر أكثر من كونها تباينات جوهرية.

وحدة الأمة الإسلامية

في رسالة تؤكد على وحدة الأمة الإسلامية، أشار الدكتور علي جمعة إلى أن أكثر من 90٪ من المسلمين اليوم ينتمون إلى أهل السنة والجماعة، بينما تختلف بعض الفرق في جزئيات معينة، لكنها تظل ضمن الإطار الإسلامي العام الذي يجمع المسلمين في أركان الإسلام الأساسية.

واستشهد بقول الإمام أبي الحسن الأشعري الذي أطلق وصف "أهل القبلة" على مختلف الفرق الإسلامية، بما في ذلك الشيعة والإباضية والمعتزلة، لأنهم يتفقون على أصول الدين كالصلاة والزكاة والحج والقبلة، قائلاً: "المسلمون لم يختلفوا في مساحة ضخمة من الدين، إنما الاختلاف محصور في بعض المسائل العقدية المحددة".

رؤية الله يوم القيامة 

قدم الدكتور جمعة نماذج لبعض الخلافات العقدية، مثل: "رؤية الله يوم القيامة: حيث يرى أهل السنة أن الله يُرى في الآخرة بدلالة نصوص قرآنية وحديثية، بينما رأى بعض العلماء عكس ذلك استنادًا إلى آية: "لن تراني".

وتابع: «العصمة النبوية: حيث دار الخلاف حول ما إذا كانت العصمة منذ الولادة أو منذ البعثة فقط، مستندين إلى نصوص متعددة مثل: "فوكزه موسى فقضى عليه"، و"كذب إبراهيم ثلاث كذبات"».

وأكد أن مثل هذه المسائل لا يجب أن تُضخَّم، لأنها تشكل نسبة ضئيلة جدًا ضمن الإطار العام للعقيدة، وأن نسبة الاتفاق الحقيقي بين الفرق الإسلامية تصل إلى 95٪ حتى في المسائل العقدية.

<strong>مع نور الدين</strong>
مع نور الدين

أهل السنة والجماعة 

اختتم الدكتور علي جمعة مداخلته بالتأكيد على أن التنوع داخل أهل السنة والجماعة هو تنوع مشروع، يقوم على أسس علمية وعقلية ومنهجية، وأن الاختلافات بينهم لا تُخرج أحدًا عن دائرة الإسلام.

وشدد على أهمية التمسك بالمنهج العلمي وضبط المصطلحات، لأن ذلك يقي الأمة من الانقسامات، ويؤكد على وحدة المسلمين في العقيدة، قائلاً: "أهل السنة والجماعة ليسوا جماعة سياسية أو فكرية، بل هم جماعة علمية تمثل التيار العام للأمة الإسلامية في العقيدة والفهم الديني الصحيح".

تم نسخ الرابط