روسيا تحذر ألمانيا من تورطها في استُخدام صواريخ “توروس”

حذّرت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، من أن استخدام صواريخ “توروس” الألمانية لضرب أهداف حيوية داخل الأراضي الروسية سيُعدّ بمثابة مشاركة مباشرة لألمانيا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، في تصعيد جديد للهجة الخطاب الروسي تجاه دعم الغرب العسكري لكييف.
وفي بيان رسمي صدر عن الخارجية الروسية، شددت موسكو على أنها ستتعامل مع أي هجوم صاروخي ألماني المنشأ يستهدف منشآت روسية، على أنه إعلان ضمني بالمشاركة العسكرية من قبل برلين إلى جانب أوكرانيا، الأمر الذي قد يترتب عليه تداعيات خطيرة في سياق الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يتزايد فيه الجدل داخل ألمانيا بشأن إمكانية تزويد كييف بصواريخ توروس بعيدة المدى، والتي تتميز بدقة إصابة عالية وقدرة على اختراق التحصينات.
وكانت تقارير قد أشارت إلى نقاشات داخل الحكومة الألمانية حول مدى قانونية وجدوى هذا النوع من الدعم في ضوء التزامات برلين الدفاعية والدبلوماسية.
قنوات اتصال مستمرة مع واشنطن
ورغم هذه التحذيرات، كشفت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصالات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن ما زالت قائمة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تصغي إلى الطروحات الروسية بشأن عدد من الملفات الحيوية، وعلى رأسها الوضع في أوكرانيا، الأمر الذي يعكس حرص الطرفين على إبقاء خطوط التفاوض مفتوحة رغم التوترات.
وفي السياق ذاته، صرّح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي بنائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت ويتكوف في مدينة سانت بطرسبرغ، كان مثمرًا وشمل مناقشات ذات طابع سياسي واقتصادي شامل.
وأوضح أوشاكوف أن الوفد الأمريكي أبلغ موسكو بأن البيت الأبيض يرى ضرورة تحقيق تقدم ملموس في المسار الأوكراني أولاً، قبل التفكير في استئناف ملفات التعاون الأخرى مثل الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، والتي توقفت منذ اندلاع الحرب.
بوتين وترامب
وحول إمكانية عقد لقاء مرتقب بين بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة، نفى أوشاكوف وجود أي ترتيبات حالية أو تحديد لمكان أو زمان مثل هذا اللقاء، مكتفيًا بالإشارة إلى أن الاتصالات مستمرة لنقل وجهات النظر، وكان آخرها ما جرى عبر زيارة ويتكوف.
وأكد أوشاكوف في ختام تصريحاته أن واشنطن تلقت إشارات موسكو بخصوص تطورات الحرب الأوكرانية، وأن هذه الإشارات تخضع الآن لمراجعة على مستوى عالٍ داخل الإدارة الأمريكية.
تأتي هذه التطورات وسط تصعيد غير مسبوق في الحرب الروسية الأوكرانية، وتضارب في المواقف الغربية بشأن تزويد كييف بأسلحة هجومية بعيدة المدى قد تُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل من أوروبا جزءًا مباشرًا في صراع لم تنجلِ أبعاده الكاملة بعد.