"ربنا على الظالم".. سعيد عمارة: الدكتورة «مي» لم توجه إساءة للسائق (فيديو)

أعاد مقطع الفيديو المتداول مؤخرًا، والذي ظهرت فيه سيدة من ذوي الإعاقة تُدعى الدكتورة مي، تسقط أثناء محاولتها صعود ميكروباص، تسليط الضوء على الواقع القاسي الذي يعيشه ملايين من أصحاب الهمم في مصر، الحادثة لم تكن فقط إهانة فردية، بل شهادة صامتة على غياب منظومة الوعي والاحترام في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
دعاء يعكس الألم
محمد سعيد عمارة، مؤسس حملة "15 مليون معاق"، قال في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة ببرنامج "90 دقيقة" عبر قناة "المحور"، إن الدكتورة مي لم توجه أي إساءة للسائق الذي تسبب في الحادثة، بل اكتفت بالدعاء قائلة: "ربنا على الظالم"، وهو تعبير مألوف بين ذوي الإعاقة حين يُقابلون بالتجاهل أو الظلم.
وأوضح أن السيدة لم تكن تطلب امتيازًا خاصًا، بل كانت تحاول فقط الصعود من الباب الأمامي للميكروباص، بما يتناسب مع وضعها الصحي، لكن السائق تحرك دون أن يعبأ بذلك، مما كاد يؤدي إلى سقوطها، لتكتفي بالدعاء بدلًا من الجدال.
الدعم لا يكفي وحده
ورغم الجهود التي تبذلها الدولة لدعم ذوي الإعاقة، سواء من خلال إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة أو تقديم تخفيضات في المواصلات العامة، إلا أن الواقع الميداني يُظهر فجوة واضحة بين التشريعات والتطبيق، مؤكدًا أن هذه الحادثة ليست فردية، بل هي مجرد نموذج من مواقف مشابهة يمر بها ذوو الإعاقة يوميًا.
وأضاف: "الدولة بتعمل اللي عليها، فيه دعم واضح من القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن اللي ناقص هو وعي الناس وتطبيق فعلي للقوانين على الأرض".
وجه آخر للانتهاك
ونوه إلى أن الأمر لم يتوقف عند السائق فحسب، بل امتد إلى الركاب داخل الميكروباص، الذين ظلوا صامتين وكأن شيئًا لم يحدث، وهو ما وصفه عمارة بأنه جزء لا يتجزأ من المشكلة، مشيرًا إلى أن السلبية المجتمعية تعمق من معاناة أصحاب الهمم.
وقال: "في ناس شايفين الظلم وساكتين، وده بيساهم في ترسيخ الإهانة. كل واحد فينا محتاج يتحرك بضمير، ويكون صوت للمظلوم، مش مجرد متفرج".

القانون وحده لا يكفي
وفي ختام مداخلته، شدد مؤسس حملة "15 مليون معاق"على ضرورة تفعيل القانون رقم 10 لسنة 2018، الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بشكل أكثر حزمًا، مطالبًا بوجود آليات رقابة صارمة تضمن محاسبة كل من يتجاوز أو يهين كرامة إنسان.
وذكر أن الواقعة الأخيرة يجب ألا تمر مرور الكرام، فهي ليست مجرد حادثة طريق، بل جرس إنذار يدعو الجميع – من السائق إلى المواطن البسيط – إلى إعادة النظر في تعاملهم مع هذه الفئة التي تستحق كل الدعم والاحترام.