القاهرة تحتضن مؤتمر العمل العربي «نحو اقتصادات عربية واعدة» في دورته الـ51

تستعد القاهرة، السبت المقبل، لانطلاق الدورة الـ 51 من مؤتمر العمل العربي، في مناسبة استثنائية تتقاطع فيها الذكرى الـ 60 لتأسيس منظمة العمل العربية مع الذكرى الثمانين لإنشاء جامعة الدول العربية.
وتمتد أعمال المؤتمر على مدى ثمانية أيام، في وقت بالغ الأهمية تشهده المنطقة العربية على مستوى التحولات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي بيان صادر عن منظمة العمل العربية، اليوم الأربعاء، وُصفت هذه الدورة بأنها "محطة مفصلية" في مسيرة العمل العربي المشترك، ليس فقط لأهمية توقيتها الرمزي، بل لما تحمله من مضامين اقتصادية واجتماعية عميقة، تتعلق بمستقبل التنمية في العالم العربي، في ظل أزمات متتالية فرضتها المتغيرات العالمية.
ومن أبرز ما يميز دورة هذا العام، التكريم الخاص الذي ستشهده الجلسة الافتتاحية لـ25 شخصية من رواد العمل العربي، تقديرًا لإسهاماتهم الرائدة في مجالات العمل والتنمية والإنتاج، ولأدوارهم الفاعلة في دعم منظومة العمل الثلاثي بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال.
التنويع الاقتصادي كمسار للتنمية
وفي هذا السياق، يُنتظر أن يقدم المدير العام لمنظمة العمل العربية تقريره السنوي تحت عنوان: "التنويع الاقتصادي كمسار للتنمية: الاقتصادات الواعدة في الدول العربية"، وهو تقرير شامل يُسلّط الضوء على التحولات البنيوية التي تحتاجها اقتصادات الدول العربية للخروج من دوائر الاعتماد الأحادي والالتحاق بركب التنافسية العالمية.
ويركز التقرير على التحديات التي تواجه العالم العربي في ظل الأزمات الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية المتفاقمة، مشيرًا إلى ضرورة التحول نحو نماذج اقتصادية جديدة، أبرزها الاقتصاد الرقمي، والأخضر، والدائري، والاجتماعي والتضامني، إضافة إلى الاقتصاد البرتقالي واقتصاد الرعاية، باعتبارها مجالات صاعدة تملك قدرة حقيقية على توليد فرص العمل وتحقيق النمو المستدام.
ويطرح التقرير أيضًا تصورًا لإعلان عربي موحّد حول تعزيز التنويع الاقتصادي، من خلال بناء شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع آفاق الحوار الاجتماعي، بوصفه أداة أساسية لدعم هذا التحول المنشود.
كما يناقش المؤتمر تقارير تفصيلية حول ما نفذته منظمة العمل العربية خلال العام المنصرم، بما يشمل الأنشطة التدريبية والمؤتمرات والندوات، التي جرى تصميمها لتلبية احتياجات الدول الأعضاء وأطراف الإنتاج الثلاثة، مع مراعاة التوزيع الجغرافي والتخصصي لهذه البرامج.
تقارير اللجان الفنية والنقابية
ويُخصص جزء من أعمال المؤتمر لاستعراض تقارير اللجان الفنية والنقابية، ومنها لجنة الحريات النقابية، ولجنة شؤون المرأة العاملة، إضافة إلى لجنة تطبيق الاتفاقيات والتوصيات، التي تُعنى بمتابعة تنفيذ الالتزامات العربية والدولية في ميدان العمل.
وبين رمزية التوقيت ودقة المرحلة، تبدو دورة القاهرة لمؤتمر العمل العربي هذا العام أكثر من مجرد مناسبة دورية، إذ يُنتظر منها أن تفتح حوارًا جادًا حول مستقبل العمل العربي، في ظل الحاجة الماسّة لإعادة هيكلة اقتصادات المنطقة، وإيجاد حلول مبتكرة تراعي الواقع، وتحاكي طموحات الأجيال الجديدة.