محمد سعيد عمارة: سقوط الدكتورة «مي»سيفتح ملف معاناة ذوي الإعاقة في المواصلات

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مقطع فيديو مؤلم وثّق لحظة سقوط سيدة من ذوي الإعاقة تُدعى "الدكتورة مي"، أثناء محاولتها صعود ميكروباص من الباب الأمامي، السائق لم يكتفِ بعدم مساعدتها، بل تحرك بالمركبة قبل أن تتمكن من الصعود باستخدام عكازها، ما أدى إلى سقوطها على الأرض في مشهد استفز مشاعر الكثيرين وأثار حالة من الغضب العارم.
شهادة محمد سعيد عمارة
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، على قناة "المحور" ضمن برنامج "90 دقيقة"، أوضح محمد سعيد عمارة، مؤسس حملة "15 مليون معاق"، أن الحادثة وقعت قبل يومين فقط، مشيرًا إلى أن انتشار الفيديو يعكس مدى تأثر الجمهور بمثل هذه الانتهاكات المتكررة.
وقال عمارة: "الدكتورة مي لم تطلب شيئًا تعجيزيًا، بل مجرد صعود من الباب الأمامي، وهو أمر منطقي يتماشى مع ظروفها الصحية، لكنه قوبل بالإهمال وعدم الاحترام".
إعاقة مزدوجة
الدكتورة مي، كما أوضح المتحدث، تحمل بطاقة خدمات متكاملة توثق حالتها الصحية، فهي تعاني من إعاقة حركية وإعاقة بصرية خفيفة. ورغم ذلك، لم تحظَ بأي تقدير أو مراعاة من السائق، الأمر الذي يكشف -بحسب عمارة- عن غياب واضح للوعي المجتمعي بحقوق ذوي الإعاقة.
وأضاف: "هي لا تسعى إلى المشاكل، ولم ترغب في تحرير محضر بالواقعة، لكنها أرادت فقط أن توصل رسالة واضحة: هذا الانتهاك يتكرر يوميًا في وسائل النقل، بسبب عدم تفهم السائقين لوضع العكاز أو الكرسي المتحرك".
قانون معطل وحقوق مهدورة
وعلى الرغم من وجود قانون صريح لحماية حقوق ذوي الإعاقة، هو القانون رقم 10 لسنة 2018، إلا أن تطبيقه على أرض الواقع لا يزال يعاني من التجاهل والتراخي. شدّد عمارة على ضرورة تفعيل هذا القانون بشكل حازم، ومحاسبة كل من يتسبب في إهانة أو تجاهل حقوق هذه الفئة.
واستطرد: "هذه ليست حالة فردية، بل مشهد يتكرر يوميًا، مما يستدعي تدخلاً فوريًا من الجهات المختصة، خاصة في قطاع النقل العام، لضمان بيئة آمنة ومحترمة لذوي الاحتياجات الخاصة".
صرخة مجتمع تحتاج استجابة
الفيديو، وإن كان قصيرًا، إلا أنه سلط الضوء على معاناة كبيرة يعيشها الملايين من ذوي الإعاقة في الشارع المصري. معاناة تتجاوز العقبات المادية إلى تجاهل إنساني واجتماعي يُعد أكثر قسوة.
تبقى رسالة الدكتورة مي صرخة يجب أن تُسمع، لا لطلب التعاطف، بل للمطالبة بالعدالة والكرامة. فالاحترام ليس رفاهية، بل حقٌ يجب أن يكون مكفولًا لكل إنسان، لا سيما أولئك الذين يواجهون الحياة بشجاعة رغم ظروفهم القاسية.