بعد أزمة «إيفرجيفن».. أسامة ربيع: وضعنا خطة دقيقة لعبور 422 سفينة
قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن ذكرى مرور أربع سنوات على تعويم سفينة «إيفر جيفن» عزيزة على قلوب جميع العاملين في الهيئة، وتعد رمزًا للنجاح المصري في مواجهة واحدة من أكبر الأزمات البحرية.
وأوضح «ربيع» خلال لقائه مع الإعلامية حور محمد على قناة «إكسترا نيوز»، أن السفينة الجانحة كانت بطول 400 متر، وعرض 60 مترًا، وبوزن تجاوز 220 ألف طن، وتحمل أكثر من 18 ألف حاوية، وقد جنحت في 23 مارس 2021، واخترقت الضفة الشرقية للقناة بعمق 12 مترًا، وأغلقت المجرى الملاحي بالكامل.
وأشار إلى أن عملية تعويم السفينة كانت بالغة الصعوبة، بسبب حجمها وكون مقدمتها ارتطمت بصخور ورمال صلبة، مؤكدًا أن هناك طريقتين عالميتين للتعامل مع مثل هذه الأزمات: إما القطر أو تفريغ الحمولة، إلا أن كلا الخيارين كان شبه مستحيل في ظل الوقت الضيق وضخامة التحدي.
وأضاف ربيع أن تفريغ الحمولة كان سيستغرق شهورًا، نظرًا لارتفاع الحاويات الذي وصل إلى 54 مترًا، ووزن بعضها الذي يصل إلى 40 طنًا، وهو ما جعل الهيئة تلجأ إلى حل «خارج الصندوق» بعد اقتراح من أحد المهندسين الشباب.
وبفضل دعم القيادة السياسية، ومتابعة يومية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت الهيئة في تعويم السفينة خلال ستة أيام فقط، على عكس التوقعات العالمية التي قدرت المدة بين ثلاثة إلى ستة شهور، في إنجاز يُدرّس في العالم باعتباره نموذجًا فريدًا للإدارة الميدانية تحت الضغط.
أسامة ربيع: وضعنا خطة دقيقة لعبور 422 سفينة من القناة بعد أزمة «إيفرجيفن»
كشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن الجهود التي صاحبت عملية تعويم سفينة «إيفر جيفن»، موضحًا أن إدارة الهيئة وضعت خطة مسبقة لتسيير المرور الملاحي بمجرد فتح المجرى، ونجحت في عبور 105 سفن في أول يوم فقط، في وقت قياسي.
وأكد ربيع، خلال حواره مع الإعلامية حور محمد على فضائية «إكسترا نيوز»، أن المرشدين والعاملين في الهيئة قدموا مجهودًا جبارًا، إذ عملوا على مدار 24 ساعة لعدة أيام حتى تم عبور 422 سفينة كانت مصطفة على جانبي القناة.
وأوضح ربيع أن التحدي الحقيقي لم يكن فقط في إنقاذ السفينة، بل في إدارة الأزمة بعدها، قائلاً: «كنا مجهزين جداول دقيقة للمرشدين، ومواعيد التحرك، ومواقع الإرشاد والعربات، وطبقنا الخطة فورًا بعد النجاح في تعويم السفينة».
وفي سياق متصل، أعلن ربيع عن افتتاح عدد من المشروعات الجديدة، على رأسها مصنع «البنتونات»، الذي يُنتج الأرصفة العائمة لليخوت بتكلفة أقل بنسبة 40% من المستورد، مشيرًا إلى أن المشروع يُعد نقلة نوعية في مجال التصنيع المحلي.
كما تحدث عن «مركز الإبداع والتميز»، الذي يُعد أول مركز تدريب متكامل تابع للهيئة، ويهدف إلى تدريب المهندسين والقباطنة والعاملين بالتعاون مع شركات عالمية مثل «سيمونز» و«ميرسك»، ليكون بوابة لصقل الكفاءات ورفع كفاءة الأداء في القناة.
واختتم بأن قناة السويس لا تتوقف عند الماضي، بل تخطط للمستقبل، مؤكدًا أن تطوير البنية التحتية والبشرية مستمر، لضمان بقاء القناة ممرًا ملاحيًا استثنائيًا للعالم كله.
