عاجل

خالد الجندي: الوعي بالزمن ينقطع بعد الموت.. والقرآن يقدم الدليل |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

في حديث روحاني يحمل بعدًا فلسفيًا عميقًا، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم يقدّم دلالة واضحة على أن الإنسان لا يشعر بمرور الزمن بعد موته، مستشهدًا بنصوص قرآنية متعددة تثبت هذا المعنى وتبرهن على أن الإحساس بالوقت يتوقف تمامًا عند الموت أو النوم العميق.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" بعنوان "حوار الأجيال"، والمذاع على قناة DMC، حيث ألقى الجندي الضوء على أحد الجوانب الغيبية في حياة الإنسان، وهو الإدراك الزمني بعد الموت، مؤكداً أن هذه الحقيقة تمنح السكينة والطمأنينة لكل من فقد عزيزًا.

قصة أصحاب الكهف

استعرض الشيخ خالد الجندي قصة أصحاب الكهف كمثال واضح على هذه الحقيقة القرآنية، حيث ورد في الآيات أنهم قالوا بعد استيقاظهم: "لبثنا يومًا أو بعض يوم"، رغم أنهم مكثوا في الكهف 309 سنوات.

موضحا أن هذا التعبير لم يكن صدفة، بل دلالة قرآنية قوية على أن الإنسان لا يشعر بطول الزمن إذا غاب وعيه، سواء بالنوم أو بالموت.

تكرار المعنى ذاته 

وأشار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن هذا المعنى تكرر في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فنجده أيضًا في قصة العزير الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، حيث لم يشعر العزير بهذه المدة الطويلة، كما ورد في مشهد يوم القيامة قوله تعالى: "كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ .. قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يوم"، في إشارة إلى أن أهل البعث كذلك لن يشعروا بطول مدة موتهم، مهما طالت.

وأكد الجندي أن هذا النمط القرآني المتكرر يوضح أن الإحساس بالزمن هو تجربة مرتبطة بالوعي الحاضر، وعندما يغيب الوعي، يتوقف الزمن من منظور الإنسان.

رسالة عزاء للمكلومين

ووجّه الجندي رسالة مؤثرة إلى كل من فقد شخصًا عزيزًا، قائلاً: "أحباؤكم الذين رحلوا عن الحياة، لا يشعرون بطول الغياب، بل سيقومون يوم القيامة وكأنهم ناموا نصف يوم فقط"، مستشهدًا بمنطق القرآن، الذي يربط النوم بالموت في صور تشبيهية قوية، تؤكد التشابه في انقطاع الإدراك الزمني بين الحالتين.

وأضاف:"هذه الحقيقة تمنحنا السكينة حين نفكر في أحبائنا الراحلين، فهم في سلام لا يشعرون بالوحدة أو الانتظار، وسيلتقون بنا دون شعور بالمسافة الزمنية".

الوعي بالزمن يبدأ 

ختم الجندي حديثه بالإشارة إلى أن الزمن في حقيقته ليس مجرد أرقام وسنوات، بل تجربة شعورية لا يدركها الإنسان إلا في حالته الواعية.

وقال:"القرآن يقدم لنا هذه الحقيقة بلغة بليغة وواضحة، مفادها أن الزمن يتوقف عند الموت، ويعود عند البعث"، داعيًا إلى التأمل في المعاني الغيبية التي تزرع في النفس الطمأنينة بدل القلق والخوف.

<strong>برنامج لعلهم يفقهون </strong>
برنامج لعلهم يفقهون 

الإيمان بالغيب

دعا عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في ختام حديثه الشباب والأجيال الجديدة إلى الاقتراب من القرآن بفهم عقلاني وروحي في آنٍ واحد، موضحًا أن القرآن ليس فقط كتاب تشريع، بل أيضًا مصدر عميق للتأمل الوجودي والفهم الفلسفي للحياة والموت والخلود.

وشدد على أن الإيمان بالغيب، كما ورد في أولى صفات المتقين في القرآن، هو المفتاح الحقيقي لفهم تلك القضايا، داعيًا الجميع إلى الرجوع إلى النصوص الربانية لطلب السكينة والمعرفة في آنٍ معًا.

تم نسخ الرابط