خالد الجندي: الاستهانة بالذنوب الصغيرة خطر يهدد القلوب |فيديو

حذّر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من خطورة الاستهانة بالذنوب الصغيرة، مؤكدًا أن العديد من الناس يظنون أن المعاصي الصغيرة لا تشكل ضررًا كبيرًا، ويعاملونها كأنها "تفاصيل لا تستحق التوقف عندها". لكن في الحقيقة، النبي محمد صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الخطر، وبين أن التعامل مع المعاصي الصغيرة بشكل غير جاد قد يؤدي إلى الهلاك.
وأوضح الشيخ الجندي، خلال مشاركته في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC"، أن التقليل من شأن المعصية قد يكون أول خطوة نحو الانحدار الروحي والأخلاقي. واستشهد بالحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف عليكم، ما تحقرون من صغائر أعمالكم"، حيث أن ما يُستهان به من الذنوب قد يكون سببًا للهلاك.
"الكبائر" و"الصغائر"
وأشار الجندي إلى الخلط الشائع بين "الكبائر" و"الصغائر"، موضحًا أن هذا التصنيف لم يكن معروفًا لدى الصحابة، رضي الله عنهم، الذين كانوا يتعاملون مع جميع الذنوب باعتبارها انتهاكًا عظيمًا لحدود الله، دون تقسيم أو تبرير. وأضاف أن الاستشهاد بالآية "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم" لا يعني بالضرورة وجود ما يسمى "ذنوب صغيرة لا تُؤخذ بعين الاعتبار"، بل إن كلمة "اللمم" تشير إلى الذنب العرضي غير المقصود، أي ما وقع فجأة دون تخطيط أو إصرار، وليس إلى الذنب الذي يُكرر أو يُستهان به.
التوبة واجبة عن كل ذنب
وأكد الجندي أن كل ذنب، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، هو معصية تستوجب التوبة والرجوع إلى الله، مشيرًا إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في حجم المعصية، بل في الاستهانة بها وتكرارها بلا ندم أو وعي.
وشدد على أن المسلم ينبغي أن يتعامل مع الذنوب جميعها بجدية، وأن يسعى لتطهير قلبه منها دون تبرير أو تأجيل، فالتوبة النصوح تشمل جميع المعاصي ولا تقتصر على الكبائر فحسب.
دعوة لتصحيح المفاهيم
ودعا الشيخ الجندي إلى ضرورة نشر التوعية الدينية، خاصة بين الشباب، الذين قد يتعرضون لفهم مغلوط حول "المعصية المقبولة" أو "الذنب البسيط". وأكد أن هذا التصور قد يؤدي إلى الغفلة والانزلاق في المعاصي الأكبر تدريجيًا، مشددًا على أهمية الخطاب الديني المتوازن الذي يُظهر رحمة الله ومغفرته، ولكنه أيضًا لا يُغفل خطورة الذنب، صغيرًا كان أو كبيرًا، لأن الاستهانة بالمخالفة الشرعية قد تكون بداية لانحراف أكبر، حتى دون أن يشعر الإنسان.

لا صغيرة مع الإصرار
واختتم الشيخ الجندي حديثه بتذكير الناس بقول العلماء:" لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار"، مؤكدًا أن الإصرار على الذنب يحوّله إلى كارثة، أما الاستغفار والتوبة فيمحيان الأثر مهما كان الذنب عظيمًا، داعيًا المسلمين إلى دوام المراجعة الداخلية، وتطهير النفوس، والرجوع إلى الله بقلب خاشع ونية صادقة".