خالد الجندي: الإلحاد حالة نفسية والإيمان لا يحتاج إلى جدل عقلي طويل (فيديو)

في رؤية روحية وعقلانية حول قضية الإيمان والإلحاد، شدد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن الإيمان بوجود الله لا يتطلب دائمًا مناقشات فلسفية أو جدلًا عقلانيًا مع المنكرين، بل يكفي أن يتأمل الإنسان في ذاته، وفي تفاصيل الحياة اليومية التي تمر به، ليصل إلى الحقيقة الإلهية دون تعقيد.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" من برنامج "لعلهم يفقهون"، والمذاع عبر قناة dmc، حيث تناول فيها قضية الإلحاد من منظور ديني وإنساني، معتبرًا أن الإلحاد غالبًا لا يُعدّ نتيجة تفكير عقلي منطقي، بل يُعبّر عن أزمة نفسية داخلية.

التأمل في النفس 

أوضح الشيخ خالد الجندي أن البحث عن الله لا يحتاج دائمًا إلى براهين فلسفية معقّدة أو مناظرات مطوّلة، مضيفًا: "لو تأملت فقط في نفسك، في جسدك، في نومك وصحوتك، في نبضات قلبك، لعرفت أن هناك من يدبّر هذا الكون".

وأشار إلى أن أعظم البرهان على وجود الله يمكن أن يُستمد من أبسط الظواهر التي يمر بها الإنسان يوميًا، قائلاً: "من الذي يوقظك من النوم؟ من الذي يعيد لك وعيك ونَفَسك؟"، ليؤكد أن وجود الله ظاهر في كل لحظة من حياة الإنسان.

الإلحاد ليس مسألة عقلية 

أكد الجندي أن الإلحاد في كثير من حالاته لا ينبع من قناعة فكرية، بل هو انعكاس لأزمات داخلية أو ضغوط نفسية، مشددًا على أن الجدال مع الملحد لا يكون دائمًا مجديًا إذا لم يُفتح قلبه للتأمل والتفكر.

وقال في هذا السياق: "اللي بيجادل بينكر الواضح، زي اللي عينه فيها رمد وبيقول ما فيش شمس، رغم إن نور الشمس قدامه واضح جدًا"، في إشارة إلى أن البعض يرفض الإيمان لأسباب غير عقلية، وربما عنادًا أو هروبًا من الواقع الديني.

الرد على المشككين 

استنكر الجندي بعض الأساليب الجدلية التي يلجأ إليها بعض المشككين في وجود الله، قائلاً: "ناس كتير تقول: أنا مش معترف، هو فين ربنا؟ أنا ما حدش خلقني… طب إزاي؟"، موضحًا أن الرد على مثل هذه الأقوال لا يكون بالصوت العالي أو العنف، بل باليقين الهادئ الذي ينبع من الإيمان العميق والفهم المستنير.

وأضاف:"الله عز وجل أودع في كل إنسان القدرة على التعرف عليه، فقط عليه أن ينزع الغشاوة عن قلبه".

الإيمان فطرة والعودة إليه 

اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه برسالة إلى الشباب والباحثين عن الحقيقة، مؤكدًا أن الإيمان لا يُفرض، بل يُستدعى من أعماق النفس، وأن الله لا يختبئ عن عباده، بل ظاهر في كل خلية من الكون، فقط علينا أن ننظر بقلوبنا لا بأعيننا فقط.

وقال:"كل لحظة تعيشها، كل نفس تتنفسه، هو دليل على أن هناك من يحبك ويريد لك الحياة... وهذا هو الله".